الوالي سعيد بن عمرو الحرشي

اقرأ في هذا المقال


قال والي العراق عمر بن هبيرة لجلسائه: “من رجل قيس الذي يقوم بأمرها إن اضطرب الحبل؟ قالوا: الأمير، قال: ما صنعتم شيئاً، أما الذي تلقي إليه قيس مقاليدها فالأحمر الذي لو تورى ناره أتاه عشرون ألفاً لا يسألونه لم دعوتنا، الهذيل بن زفر بن الحارث الكلابي وأما فارسها فهذا الحمار المحبوس وهو سعيد بن عمرو الحرشي ولقد هممت بقتله”

الوالي سعيد بن عمرو الحرشي:

هُو سعيد بن عمرو بن الأسود بن مالك بن كعب بن الحريش واسمه معاوية بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن، هو أحد القادة الشجعان الذي قام بقتل شوذب الخارجي عام 101 هـجري، بعد ذلك قام عمر بن هبيرة باستعماله والي على خراسان عام 103 هجري.

بعد ذلك وصل خبر  لعمر بن هبيرة أنّ سعيد بن عمرو يكاتب يزيد بن عبد الملك ولم يقم بالاعتراف بالإمارة فقام بعزله، كما أنه قام بحبسه إلى أن حرّره خالد القسري عندما تولى إمارة العراق عام 105 هجري، فرجع سعيد إلى الشام  قام هشام بن عبد الملك باستعماله ليغزو الخزر وولّاه أرمينية، ثم بعث له هشام بأن يرجع ورجع.

غزا سعيد بن عمرو الترك في بلاد ما وراء النهر، اتّصف بتقواه وبطولته وشجاعته، يقول ابن كثير الدمشقي: “ثم دخلت سنة ثلاث ومائة وفيها عزل عمر بن هبيرة، سعيد الملقب بخذينة عن نيابة خراسان، وولى عليها سعيد بن عمرو الحرشي بإذن أمير المؤمنين يزيد بن عبد الملك وكان سعيد الحرشي من الأبطال المشهورين”.

روى كوستلر أنّ الخزر قد لعبو دور كبير قبل أن يتحوّلوا إلى اليهودية دور مؤثر في وقف الهجمة الإسلامية على بيزنطة، كانت الخزر تحتل موقع استراتيجي بين البحر الأسود وبحر قزوين، حيث تمحور الصراع بين دول الشرق العظمى، إلا أنّ الجيوش الخزرية قامت بوقف المد العربي في أشد مراحل الخطر الأولى.

تقول العديد من المصادر أنّ يزيد بن عبد الملك قد دعا الجراح الحكمي وأمره بأن يتوجه ومعه جيشه إلى أرمينيا، سمع أهل الخزر فهربوا من بين يديه حتى وصولوا إلى مدينة الباب والأبواب، بعدها سار الجراح بالمسلمين إلى أن وصل إلى برذعة، عندما جاء خبر وفاة يزيد بن عبد الملك، أقرّ خليفته هشام الجراح على بلاد أرمينية وجدد الوعد بالمدد.

سمع ملك الخزر فبعث إلى جميع أصناف الكفر وطلبهم العون إلى حرب المسلمين فأتوا، كان مع الجراح دهقان أذربيجان وهو مردان شاه وكان مجوسياً، فقال للجراح أنّ عدد الجيوش قليل والعدو في جيش كثير وجند كبير، لكن الجراح لم يأخذ بكلام الدهقان واتهمه بالجبن، فقاتل الجراح حتى قتل.

بكى هشام على موت الجراح وبكى المسلمون في كل بلد حزناً على الجراح وأصحابه، فاختار هشام القائد سعيد بن عمرو الحرشي، وكر سعيد على الأعداء واستعاد الأراضي حتى وصل مدينة برذعة، كانت سياسته عكس سياسة الجراح العسكرية، لجأ الحرشي لمختلف أنواع الخدع الحربية وشتت شمل الجيوش وحرر الأراضي.

المصدر: صدر الإسلام والدولة الأموية، محمد عبد الحي ملوك العرب، أمين ريحاني أدب صدر الإسلام، واضح الصمد الدولة العربية في صدر الإسلام، عبد الحكيم الكعبي


شارك المقالة: