ولد عبد الملك في المدينة المنورة وكان فقيه في علوم الدين، هو الخليفة الخامس من خلفاء الدولة أمية والمؤسّس الثاني لها. كان عبد الملك بن مروان يشتهر بعلمه وفقهه وعبادته، استلم عبد الملك الولاية بعد والده مروان بن الحكم عام 65 للهجرة وتولاها 21 سنة.
الخليفة عبد الملك بن مروان:
هو عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان الأموي القرشي.
والد عبد الملك هو مروان بن الحكم الخليفة الرابع للدولة الأموية وأول مؤسس لها، بويِع على الخلافة بعد وفاة معاوية بن يزيد، إلا أنّ العديد من الأقاليم قد بايعت عبد الله بن الزبير، استطاع مروان أن يسيطر على الشام وخرج بالجيش إلى مصر ودخلها وولّى ابنه عبد العزيز عليها، لكنّه فشل في السيطرة على الحجاز والعراق.
استلم عبد الملك ولاية الدولة الأموية في زمن الفتن والانقسامات، في الكوفة كان المناصرين للحسين يشعرون بالذنب بعد انتهاء معركة كربلاء، عندما كثُر الاضطراب في بلاد العالم الإسلامي بعد وفاة يزيد بن معاوية، قامت ثورة التوابين بالخروج من الكوفة واستطاع عبد الملك بن مروان القضاء على ثورتهم.
بعد إخماد ثورة التوابين قام المختار الثقفي بالخروج بشعار لثأر الحسين، حيث اصطدم مع الأمويين في أكثر من واقعة وانتصر فيها، إلا أنّ مصعب بن الزبير كفى عبد الملك مواصلة قتاله واستطاع قتله ووضع الكوفة تحت سلطة ابن الزبير، كان الحجاز وبقية بلاد المسلمين إلا دمشق وجزء من الأردن تدين لعبد الله بن الزبير.
كثُرت الصراعات والحروب في عهد عبد الملك بن مروان، بالرغم من ذلك ذكرت العديد من الكتب والروايات التاريخية إنجازات له مثل الاستغناء عن جميع الصور الملكية والمأثورات الدينية المسيحية التي يحتملها الدينار البيزنطي وسك أول دينار ذهبي إسلامي، كما عرّب الدواوين من الفارسية إلى العربية.