هو عبد الرحمن بن حبيب بن أبي عبيدة بن عقبة بن نافع الفهري القرشي، يعد عبد الرحمن من أحد أحفاد عقبة بن نافع الفهري الذي فتح شمال إفريقيا، يرجع نسبه من عائلة الفهرس من بين العائلات العربية الرئيسية في المغرب العربي.
الوالي عبد الرحمن بن حبيب الفهري:
في عام 740 ميلادي انضم عبد الرحمن بن حبيب إلى والده حبيب بن أبي عبيدة في رحلة استكشافية عربية عبر المياه إلى صقلية في ما قد يكون المحاولة الأولى لغزو واسع النطاق للجزيرة، لقد نجحوا في الهبوط وفرضوا حصار قصير على سيراكيوز، ممّا يضمن استسلامها والموافقة على دفع الجزية.
لكنّ اندلاع الثورة البربرية في المغرب الكبير أجبر الفهرس على وقف غزو صقلية وإرسال جيشهم بسرعة إلى شمال إفريقيا للمساعدة في إخماد الانتفاضة، هزم البربر العرب في معركة بغدورة، قتل والد عبد الرحمن في ميدان المعركة، بينما نجا عبد الرحمن بن حبيب بصعوبة وهرب عبر المضيق إلى إسبانيا مع فلول الجيش العربي.
تورّط عبد الرحمن خلال وجوده في إسبانيا بالصراعات التي اندلعت بين قادة الجيش الخاسر والحاكم المقيم عبد الملك بن قطان الفهري، عندما عذّب القائد السوري بلج بن بشر القشيري وأعدم الشيخ ابن قطان أحد أقرباء الفهد، عبد الرحمن بن حبيب انفصل بشكل علني عن السوريين وانضم إلى الأندلسيين.
شارك عبد الرحمن بن حبيب في معركة أكوا بورتورا في أغسطس عام 740 ميلادي، ادعى بعض المؤرخين أنه سعى إلى ضرب بلج وإصابته بجروح قاتلة في خضم المعركة، حاول عبد الرحمن بن حبيب بهد ذلك بترشيح نفسه ليحل محل الوالي، لكنه تخلى عن هذه الطموحات مع وصول أبي الخطار بن ضرار الكلبي والي الأندلس.
بعد فترة غادر عبد الرحمن بن حبيب إسبانيا ورجع إلى إفريقيا، خدم عبد الرحمن لفترة وجيزة في عهد والي القيروان حنظلة بن صفوان الكلبي في مجموعة متنوعة من القدرات العسكرية، بما في ذلك قيادة حامية تونس، في أواخر عام 744 ميلادي في الاضطرابات التي حدثت بعد وفاة الخليفة الأموي، جمع هشام عبد الرحمن بن حبيب قوة صغيرة في تونس وأعلن نفسه والياً لأفريقيا.
أخذ عبد الرحمن بن حبيب السلطة كرئيس للطائفة العربية العسكرية المحلية، التي كانت تعتبر مجموعة مكروهة ويخافها عامة الناس، فقد كانت الشهوات والتطلعات لديهم ظلت لفترة طويلة تحت السيطرة من قبل حكام الأمويين، لكن مع انقطاع الاتصال بدمشق كان من المتوقع أن يسمح أميرهم لكبار النبلاء بإطلاق العنان، لكن سرعان ما أصيبوا بخيبة أمل.
علاقات عبد الرحمن بن حبيب مع الخلفاء:
حاول عيد الرحمن بن حبيب أن يصلح علاقته بدمشق بعد المناشدات المتكررة، فقد تمكن أخيراً من الحصول على تأكيد في منصبه من الخليفة الأموي مروان بن محمد، لم يكن لدى مروان أي خيارات حقاً، لأنه في ذلك الوقت كانت موارده تعمل ضد الثورة العباسية.
وقعت مصر على أيدي العباسيين وتم القضاء على الخليفة مروان الثاني وقتله، كان أمل عبد الرحمن أنّ الفوضى في الشرق ستساعده على إقامة دولة مستقلة لنفسه، سعى والي إفريقي عبد الرحمن بن حبيب في البداية إلى تفاهم مع العباسيين، لكنه سرعان ما أصيب بخيبة أمل من مطالب العباسيين بالخضوع.
قرّر عبد الرحمن حبيب أن يتمرد ضدّ العباسيين، فقد قام بإسقاط اسم الخليفة العباسي يوم صلاة الجمعة، أيضاً أشعل النيران وأحرق رداء الدولة الرسمي الذي أرسله العباسيون، كما دعا الفارين من العشيرة الأموية إلى اللجوء إلى سيطرته، كان من ضيوفه الوالي عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك وأبناء الخليفة الوليد بن يزيد.
بعد وقت قصير من وصولهم غير عبد الرحمن رأيه، ربما خوفاً من أن يكون المنفى الأمويون البارزين بمثابة نقطة محورية للنبلاء العرب الساخطين ويتحدى سلطته المغتصبة، أعرب عبد الرحمن بن حبيب عن عداء كافي لحث الأمير الأموي الهارب على الفرار إلى المناطق النائية من منطقة القبائل والاختباء بين نفزا البربر.
في عام 755 ميلادي غادر عبد الرحمن مخبأه الأفريقي وعبر المضيق إلى إسبانيا واستمر في خلع يوسف الفهري ووجد الإمارة الأموية في قرطبة، اكتشف عبد الرحمن بن حبيب ما اعتقد أنّه مؤامرة هندستها الأموي القاضي وأمر باعتقال وإعدام المتآمرين، لكنه لم يعول على انتقام أخت أخته زوجة أخيه إلياس.
بعد فترة وجيزة اغتال إلياس شقيقه عبد الرحمن بن حبيب في مساكنه الشخصية وألقى خنجر في ظهره بينما كان يلعب مع أطفاله، شرع إلياس بن حبيب في تولي السلطة لنفسه ولكن تمّ عزله وقتل بنهاية العام على يد ابن عبد الرحمن حبيب بن عبد الرحمن الفهري.