قال ابن سعد: “استعمل عبد الله بن عامر عبد الرحمن بن سمرة على سجستان وغزا خراسان ففتح بها فتوحا، ثم رجع إلى البصرة فمات بها سنة خمسين”، كما قال ابن عفير: “مات عبد الرحمن بن سمرة سنة خمسين”
الوالي عبد الرحمن بن سمرة:
هو عبد الرحمن بن سمرة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي. روى نسبه هذا ابن الكلبي ويحيى بن معين وأبو عُبيد وابن أَبي حاتم والبخاري، قال الزبير بن بكار ومصعب الزبيري: “هو عبد الرحمن بن سمُرة بن حَبيب بن ربيعة ابن عبد شمس”، ذكر ذلك الحافظ أَبو القاسم الدمشقي وقال أَبو أَحمد العسكري مثل ابن الكلبي.
يكنّى عبد الرحمن بن سمرة بأبو سعيد القرشي، هو واحد من صحابة رسول الله، فقد دخل إلى الإسلام يوم فتح مكة المكرمة، كما أنّه كان والي على سجستان، مات عبد الرحمن بالبصرة عام 50 هجري وقال البعض أنّه توفي عام 51 هجري، عاش عبد الرحمن بالبصرة وهو الذي فتح سجستان ومدينة كابل.
شهد عبد الرحمن بن سمرة غزوة مؤتة وقام برواية العديد من الأحاديث عن رسول الله محمد، كما روى عن معاذ بن جبل وعبد الرحمن بن أبي ليلى والحسن البصري وهصان بن كاهن وأبو لبيد لمازة بن زبار وغيرهم.
أنجب عبد الرحمن بن سمرة عبيد الله وعبدالله ومحمد وعثمان وشعيب عبد الملك ووالدتهم هند بنت أبي العاص بن نوفل بن عبد مناف بن قصَي، قال أبو نُعيم: “كان له ابن يقال له عبيد الله بن عبد الرحمن بن سمُرة والي على البصرة في فتْنَة ابن الأشعَث“.
قام عبد الله بن عامر باستعمال عبد الرحمن بن سمرة والي على البصرة، فبدأت أول فتوحاته بفتح سِجسْتان عام 33 هجري، كما أنه قام بمصالحة صاحب مدينة الرُّخّج وسكن فيها حتى اضطرب وضع عثمان بن عفان، فذهب عنها وقام باستحلاف رجل من بني يَشكر، فقام أَهل سِجِسْتَان بإخراجه.
ثمّ قام معاوية بن أبي سفيان باستعمال عبد اللّه بن عامر على البصرة، كما سيّر عبد الرحمن بن سمُرة إِلى سِجسْتَان عام 42 ومعه الملهب بن أَبي صفرة والحسن البَصري وفتح زرنْج، في عام 43 هجري قام بفتح زابلِستان، قام معاوية بإزالته عام 46 عن سِجستان ووضع مكانه الرَّبيع بن زياد؛ فلما أُزيل عن سِجستان عاد إلى البصرة.