سأل المهلب بن أبي صفرة عن رجل يقدمه في الشجاعة فقيل له: “فأين ابن الزبير وابن خازم، فقال: إنّما سألت عن الإنس ولم أسأل عن الجن”، فقال المهلب: “كان عبد الله بن خازم عند عبيد الله بن زياد وعنده جرذ أبيض، فقال: يا أبا صالح هل رأيتَ مثل هذا، ودفعه له فنضا إلى عبد الله وفزع واصفر، فقال عبيد الله: أبو صالح يعصي السلطان ويطيع الشيطان ويقبض على الثعبان ويمشي إلى الأسد، ثم يجزع مِن جرذ”
الوالي عبد الله بن خازم:
عبد الله بن خازم بن أسماء بن الصلت بن حبيب بن حارثة بن هلال بن سماك بن عوف بن قتيبة بن امرئ القيس بن نهية بن سليم، يُكنّى بأبي صالح القتيبي، كان عبدالله بن خازم والي خراسان ويمتاز بشجاعته، كما أنّه أحد الأبطال الذين ذُكروا بكبش مضر وفرسانها في عصره.
قام عبدالله بن خازم بالمشاركة في فتح سرخس خلال الفتوحات الإسلامية لبلاد فارس، كما أنّه كان والي على خراسان في زمن فتنة عبد الله بن الزبير، كما أنه كان كذلك خلال خلافة معاوية بن أبي سفيان واستلم ولاية خراسان مرتين؛ حيث استلم إمارة خراسان عام 64 هجري بعد وفاة يزيد بن معاوية وابنه معاوية.
شارك عبدالله بن خازم في العديد من الحروب في خراسان، إلا أنّ وكيع بن أبي سود قتله عام 71 هجري بعد أن أرسله عبد الملك بن مروان لقتله، كان ذلك بسبب عدم قبول عبدالله بن خازم مبايعته لأنه كان عنصري مع الزبيريين، كان عبد الله بن خازم يمتلك عمامة سوداء ويرتديها في صلاة الجمعة والحروب، فإذا فاز تعمّم بها تبرُّكاً.
تولّى عبدالله بن خازم خراسان لأكثر من 10 سنوات، كما أنّه استطاع أن يغزو بيكند التي تتبع لمملكة بخارى وقد قام باقتحامها باسم عبد الله بن الزبير، بعد مقتل عبدالله بن خازم بقي ابنه موسى بن عبد الله بن خازم والي على مدينة ترمذ وعاصي على الدولة الأموية لسنوات طويلة.
بعد فترة وجيزة مات موسى بن خازم بن عبدالله مقتولاً في عهد الحجاج بن يوسف الثقفي، فقد قام بكير بن وشاح التميمي بقتله الذي توفي وخلفه المهلب بن أبي صفرة الأزدي.