هو عبيد الله بن الحبحاب السلولي القيسي، استلم عبيد الله ولاية أفريقيا في خلافة هشام بن عبد الملك، كما كان والي لبني سلول واستعمل على ولاية مصر في سنة 116 هجري، قام هشام بن عبد الملك بنقله لأفريقيا فذهب إليها.
الوالي عبيد الله بن الحبحاب السلولي:
قام عبيد لله بتحضير وضبط أفريقيا وقام بتسيير حملة لصقلية ويرأسها حبيب بن أبي عبيدة الفهري، أيضاً قام عبيد الله بإرسال جيش يرأسهم ولده إسماعيل لفتح بلاد السودان، كما أرسل جيش يقوده ابنه الآخر عبد الرحمن إلى بلاد السوس فاستوطد الحكم بها.
قام عبيد الله باتخاذ تونس دار صناعة من أحل بناء السفن الحربية وبنى فيها جامع الزيتونة، في أيامه شاع مذهب الإباضية والصفرية في برابرة المغرب؛ لأنّ هذا المذهب يسوي بين المسلمين ولا يفرق بين أمازيغ وعرب.
قام العديد من العمال بالإساءة إلى السيرة ونشروا الظلم، منهم طنجة عمر بن عبد الله، فغضب الأمازيغ الذين يرأسهم ميسرة المدغري وقاموا بنقض طاعتهم لعبيد الله بن الحبحاب، كما قاموا بالوثوب على طنجة واستولوا عليها وقاموا بقتل عاملها عمر بن عبد الله المرادي، أعد ابن الحبحاب بالقيروان جيش يتكون من أشراف العرب وفرسانهم حتى ينهي ثورة الأمازيغ.
التقى الجيشان وكان جيش الأمازيغ يغلب بالعدد والعدة، لقّبت هذه المعركة بغزوة الأشراف، عندما وصل خبر هذه المعركة لهشام بن عبد الملك بهذه الوقعة وما حدث للعرب، قال: ” والله لأغضبن لهم غضبة عربية ولأبعثن لهم جيشا أوله عندهم أخره عندي، ثم لا تركت حصن بربري إلا جعلت جانبه خيمة قيسي أو يميني”.
من أقدم الجوامع الإسلامية هو جامع عمرو بن العاص عام 642 من الميلاد، بعد ذلك مسجد القيروان الذي بناه قائد عقبة بن نافع عام 670 ميلادي، يتلوه الجامع الأموي بدمشق الذي بناه الوليد بن عبد الملك، بعد ذلك بُني مسجد الزيتونة الذي عمّره الوالي عبيد الله بن الحبحاب بتونس وشيّده، كما أسس عبيد الله الجامعة العلمية الإسلامية الأولى في أفريقيا.
امتاز الجامع بطرق التدريس والمناهج المتطورة التي تضمّنت اللغة والعلوم الدينية والفقه، هو بذلك يكون قد سبق الأزهر بمصر من حيث أهمية اضطلاعه على العلوم الدينية والمحافظة على الدين العربي الإسلامي، خصوصاً في فترات الانحطاط التي مر بها العالم العربي والإسلامي.