قام النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- باختبار عمر بن أبي سلمة وهو صغير السن ليكون والي على قومه، رغم صغر سنه كان عمر بن أبي سلمة حريص على ملازمة رسول صلى الله عليه وسلم ورواية الأحاديث عنه، قال عمر: “رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في بيت أم سلمة في ثوب واحد متوشحاً به، واضعاً طرفيه على عاتقه”.
الوالي عمر بن أبي سلمة:
هو عمر بن أبي سلمة بن عبد الأسود بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي، كنيته أبو حفص، ولد في الحبشة سنه 2 قبل الهجرة، كان سلمة بن أبي سلمة أكبر من أخوه عمر، تزوج عمر واحتلم وعاش في عهد رسول الله، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث كثيرة ذكرت في الصحيحين وكتب السنّة.
شهد عمر بن أبي سلمة غزوة الخندق مع عبد الله بن الزبير في الخندق، عاش عمر مع والدته في منزل رسول الله، هو الذي قال له النبي محمد الحديث: ” غُلاَمُ، سَمِّ اللَّهَ، وَكُلْ بِيَمِينِكَ، وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ”، تزوج عمر بن أبي سلمة ملكيةُ بنتُ رفاعة بن عبد المنذر، وأنجبت منه سلمة ومحمد وزينب.
طلب علي بن أبي طالب من أم سلمة مرافقته للبصرة، إلّا أنّها رفضت وقالت: “أبعث معك أحب الناس إليّ”، فأخذ معه عمر بن أبي سلمة وشارك موقعة الجمل، استعمله علي بن أبي طالب والياً على البحرين، حيث خرج عمر بن أبي سلمة مع علي من المدينة المنورة إلى العراق، بعد ذلك أرسله والياً على البحرين لفترة مؤقته.
بعد ذلك قام علي بن أبي طالب باستعماله على فارس، توفي عمر بن أبي سلمة بالمدينة المنورة عام 83 هجري في خلافة عبد الملك بن مروان، كان رسول الله حريص على تربية عمر بن أبي سلمة وتهذيبه، قال عمر بن أبي سلمة: “كنت غلاماً في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت يدي تطيش في إناء الأكل، فقال لي رسول الله: (يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك)، فما زالت تلك طعمتي بعد.