عمير بن الوليد الباذغيسي التميمي، كان والي في القرن التاسع على مصر خلال الخلافة العباسية، فقد كان من الذين يخدمون هناك من عام 829 ميلادي حتى قُتل وهو يخوض تمرد ضد الضرائب بعد بضعة أشهر، تمّ تعيين العمير والي مقيم لمصر بأوامر من أبو إسحاق وهو الخليفة المعتصم الذي حكم عام 833 ميلادي بعد فشل الحاكم السابق عيسى بن يزيد الجلودي في هزيمة انتفاضة القبائل.
الوالي عمير بن الواليد:
بدأ عمير بن الوليد عند استلامه الولاية على مصر في الاستعداد من أجل حملة ضد الحوفيين، على الرغم من تعرضه لانتكاسة عندما انشق عبد الله بن جليس الذي تم إرساله لتهدئة عرب القيسي إلى جانبهم بدلاً من ذلك، رغم ذلك انطلق عمير من الفسطاط مع قواته والمحافظ السابق عيسى وترك ابنه محمد في القيادة في غيابه.
استقبل المتمردين مبعوثون أرسلهم الخليفة المأمون لكنهم رفضوا التراجع وشرعوا في مسيرة ضد عمير بن الوليد، التقى الجانبان قرب نهاية عام 829 ميلادي وقاد العمير الجيش الحكومي، بينما كان القيسي على جانب الثوار بقيادة ابن هوليس وكان اليمانيون تحت قيادة عبد السلام الجذمي.
بدايةً كانت المعركة إيجابية ولصالح عمير بن الوليد، حيث قُتل العديد من الحوفيين وأجبر الباقون على التراجع، لكن الثوار نصبوا كمين وعندما حاول عمير ملاحقتهم وقع في الفخ وقُتل.
أُطلق على عمير لقب فحل بني مروان بسبب زيجاته العديدة وإنجابه لنحو ستين ولداً، كان من بين زوجاته أم عبد الله بنت حبيب حفيدة الحكم بن أبي العاص وأنجب منها ابنه عبد الملك، استطاع حبيب ابن عبد الملك بالنجاة من مذبحة الدولة الأموية في نهر أبي فطرروس في أعقاب الثورة العباسية عام 750 ميلادي واستقر في الإمارة الأموية في الأندلس في شبه الجزيرة الأيبيرية.
كان مؤسس الإمارة ابن عم عمير قد عُين حاكم من توليدو ومنحه منشأة في أنحاء قرطبة في مدينة كابرا وبوركونا، كان نسل عمير بن الوليد من عائلة مؤثرة تعرف باسم عشيرة التميمي، قام عيسى وحفص ابنا عمير بالانتقال إلى الأندلس، حيث ذكرت المصادر أحفاد عبد الملك وعيسى كأعضاء من النخبة العباسية في الأندلس حتى أواخر القرن العاشر.