الوالي عيسى بن الشيخ

اقرأ في هذا المقال


هو أبو موسى عيسى بن الشيخ بن السليل الذهلي الشيباني، كان إحدى زعماء العرب لقبيلة شيبان، استفاد عيسى بن الشيخ من الاضطرابات الداخلية التي حدثت في الخلافة العباسية، حيث قام ببناء دولة بدوية شبه مستقلة في فلسطين وسوريا جنوباً في عام 867 ميلادي، قبل أن يجبره الجيش العباسي على تبديل نفوذه مع والي أرمينية وديار بكر.

الوالي عيسى بن الشيخ:

في أرمينيا كافح عيسى بن الشيخ لاحتواء القوة الصاعدة للأمراء المسيحيين، إلا أنه بعد فشله في قمع تمرّد أحد مرؤوسيه، تخلى عن البلاد ورجع إلى موطنه الأصلي الجزيرة، هناك عاش باقي حياته حتى توفي في صراعه مع رجل قوي وهو والي الموصل إسحاق بن قندجيق.

كان عيسى بن الشيخ أمير من الأمراء الذين برزوا في فترة سيطرة الأتراك، حاول أن يقيم دولة في الشام منطلقاً من فلسطين، بينما كان الفرس يقيمون لأنفسهم دولاً في إيران وقادة الترك دولاً في مصر، إلا أنه لم يحظ من علماء العرب القدماء عناية كبيرة، ذلك بسبب اضطرابهم في ذكر اسمه حتى لا يعرف على وجه اليقين.

أول ظهور لعيسى الشيخ عند الطبري خلال أحداث عام 234 هجري، فقد كان مرسال للحكومة المركزية بمرند في أذربيجان، معه رسائل إلى الزعماء الثائرين هناك يدعوهم للخضوع؛ لأنّ غالبيتهم من قومه ربيعة، في عام 251 هجري تغلب على أحد الخارجين على الدولة وأسره.

بعد فترة وجيزة استلم عيسى بن الشيخ ولاية فلسطين في عهد الخليفة المستعين، عندما ذهب المستعين وجلس المعتز قام عيسى بن الشيخ برفض المبايعة له، فأرسل المستعين نوشري بن طاحيل التركي والي دمشق، خرج عيسى ولاقاه في بالأردن ودارت بينهما معركة طويل.

مات في هذا القتال أحد أبناء نوشري التركي، أما جند عيسى فقد تفوقوا وخسر التركي وهرب إلى فلسطين ثم هرب إلى مصر، فقد كان للأمير موقف يشبه مواقف ابن الشيخ بسبب مبايعة المعتز، حتى أنه عند وصول مبعوث الخليفة حتى يتفاوض، استوقفه في العريش عدة أيام قبل أن يستقبله ويدخله.

لكن عيسى بن الشيخ وحاكم مصر وافقاً على مبايعته وذهب عيسى بعدها إلى العراق، حيث قدر أن يصل إلى مبتغاه واستلم ولاية جنود فلسطين والأردن عام 252 للهجرة.


شارك المقالة: