حدثنا ابن قديد عن عبيد الله بن سعيد عن أبيه قال: “كان الحارث بن الحارث الجمحي عاملاً مع أبي ضمرة صاحب الخراج فحبسه، فقدم عيسى بن لقمان فخلاّه واستعمله على شرطه، فكان خليفة أبي ميسرة مولى حضرموت، قال: “وقال عيسى بن لقمان: “قال لي المهدي حين ولّاني مصر “قد وليتك عمل عبد العزيز بن مروان وصالح ابن علي”.
الوالي عيسى بن لقمان الجمحي:
هو عيسى بن لقمان بن محمد بن خطيب الجمحي، كان عيسى والي ومسؤول من القرن الثامن في الخلافة العباسية، كان أصله من عشيرة جمعة من قريش ويبدو أنّه كان من نسل عائلة غير مميزة إلى حد ما، تمّ تعيينه والي على الكوفة من قبل الخليفة المهدي في عام 775 ميلادي، في عام 778 ميلادي أصبح والياً على مصر وشغل هذا المنصب لمدة 4 شهور حتى أوائل عام 779 ميلادي عندما تم فصله لصالح عيسى بن لقمان الجمحي هو قائد عباسي.
استلم عيسى بن لقمان ولاية مصر بعد خلع موسى بن علي اللخمي من قبل، عينه الأمير محمد الهادي على الصلاة والضرائب معاً سنة مائة وواحد وستين، كان دخوله إلى مصر يوم الاثنين إلى ثلاث عشرة ليلة في يومين ذي الحجة سنة مائة وواحد وستين، فعيَّن الحارث بن الحارث الجامحي من أبناء عمومته إلى الشرطة.
ثم أقام عيسى في هذا المعسكر حسب تقليد أمراء مصر واستمر تحت ولاية مصر لفترة وجيزة، ثم وصلته أنباء إقالته من قيادة مصر في جمادى الآخرة من أجل أعمال أُخرى، وبقي منهم اثنا عشر من سنة مائة واثنان وستون واستلم ولاية بلدان أُخرى بأوامر من الخليفة أبي جعفر المنصور.
سبب تقدم عيسى بن لقمان مع الخليفة المهدي هو أنّ المهدي أتى به في أمر بقتل الحسن بن إبراهيم العلوي، فقال عيسى: “يا أمير المؤمنين امتدّ عدلك لقطيعك وقد أحسنت إليهم وحسنتهم فزاد رجاؤهم، وما وراء بابك يعمل فيه ولا تعرفه”، فأمره أن يفعل ذلك.
كان يدخل عيسى بن لقمان عليه متى شاء ويرفع له النصيحة في الأمور الحسنة والجميلة للحدود والدول وبناء الحصون وتقوية الغزاة والزواج من العزاب والإفراج عن الأسرى والقضاء على المدينين وإعطاء الزكاة، فارتفعت مكانته ولم يقتله.