قام الحارث بن ربيعة باستخلاف قيس بن الهيثم على البصرة أيام عبدلله بن الزبير، يُكنّى قيس بن الهثيم بأبي كثير وكان أبوه الهيثم بن الصلت قد جاء إلى رسول الله ودعا قومه إلى الإسلام حتى أسلموا، كان قيس بن الهيثم من الذين قاتلو مالك بن مسمع مع الزبيرية يوم الجفرة، وكان على فرس له محجل وقد استأجر عدد كبير من الرجال ليقاتلون معه.
الوالي قيس بن الهيثم السلمي:
قيس بن الهيثم بن الصلت السلمي هو الشخص الأول الذي يستلم ولاية خراسان في ذلك الوقت، كان زمن حكمه بين عامي 42 للهجرة و44 للهجرة، حيث قام عبد الله بن عامر بإرساله إلى البصرة ليكون أميراً على خراسان وتولاها قيس بن الهيثم لعامين، كانت البصرة تتضمن خراسان في تلك الفترة قبل أن توحّد الكوفة والبصرة تحت ولاية الوالي الحجاج بن يوسف.
بعد أن أعطى عبدالله بن عامر قيس بن الهيثم السلمي ولاية خراسان، كان أهل باذغيس وبوشنج وهراة قد رفضوا فذهب إلى بلخ وطلبوا أهلها منه الصلح وأن يرادع الطاعة، فوافق قيس بن الهيثم على الصلح، تمت إزالة قيس بن الهيثم عام 44 هجري ووضع مكانه ابن عمه عبد الله بن خازم السلمي.
كان قيس بن الهيثم من الأسر القيسية والتي لها مكانة رفيعة في البصرة، كان لقيس ابن يسمّى كثير إلّا أنّه قد مات، فقام قيس بأخذ ميراثه، فجاء الحجاج عليه وطلب منه أن يعطي إليه ميراثه، فقال: “ليس بمأمون عليه”، فأمر به فقنع ثلاثين سوطاً وهو جالس ويقول: “أنا ابن أبي قيس”، وقال: “ليس بتعزيز الأمير خزاية عليّ إذا ما كنت غير مريب”.
فوصل هذا الخبر لأهل الشام وغضبوا من قيس، فذهبوا إلى عبد الملك بن مروان وأخبروه بذلك، فقام بإرسال رسالة إلى الحجاج بن يوسف الثقفي وقال له: “إما أن تحسن جواره وإما أن تأذن له”، فجاء إلى الشام ولاقى الجحاف بن حكيم السلمي الحجاج بن يوسف في مكة المكرمة فقال: “أما والله إني لو كنت بلغت من قيس تلك لأملت الخيل على الطائف فلم أدع بها محتلماً”.