هو محمد بن مقاتل بن حكيم العكي، كان محمد العكي والي أحد الأقاليم خلال الخلافة العباسية، تمّ تعيينه والياً على إفريقيا عام 797 ميلادي وكان الوالي الأخير على تلك المحافظة قبل بناء سلالة الحاكم الأغالبة عام 800 ميلادي، كان والد محمد العكي أحد مؤيدين الثورة العباسية، كان محمد نفسه أخ بالتبني للخليفة هارون الرشيد الذي حكم عام 786 ميلادي وحتى عام 809 ميلادي.
الوالي محمد بن مقاتل العكي:
في عام 797 ميلادي عيّن هارون الرشيد محمد بن مقاتل العكي على إفريقيا بدلاً من هرثمة بن أعين، عندما وصول إلى العاصمة الإقليمية القيروان في أواخر أكتوبر أو أوائل نوفمبر تشرين الثاني، بدأت إدارته بسرعة في مشاكل بسبب سلوكه السيء وعلاقاته مع الجيش المحلي وسرعان ما أصبحت متوترة.
في نهاية المطاف حدث تمرُّد كبير بقيادة مخلد بن مرة الأزدي وبدعم من أعضاء الجند والبربر المحليين اندلعت، لكن محمد أرسل جيش وهزم المتمردين وقتل مخلد، في أكتوبر عام 799ميلادي اندلعت ثورة جديدة بقيادة تمام بن تميم التميمي في تونس، وبسرعة طوّر درجة كبيرة من الدعم، عندما سار المتمردون نحو القيروان خرج محمد لمقابلتهم، لكنّه هُزم وأجبر على التراجع مرة أخرى إلى المدينة.
مع ذلك واصل تمام تقدمه ودخل القيروان، حصل محمد العكي على ضمانات بالسلامة من قبل المتمردين بشرط رحيله عن إفريقيا، وافق محمد على الشرط وغادر وشق طريقه إلى طرابلس، بعد فترة وجيزة من نفيه تلقى محمد رسالة من إبراهيم بن الأغلب والي الزاب، يبلغه أنه طرد تمَّام من القيروان ويدعوه للعودة إلى المحافظة، بالتالي تمكن محمد من استئناف ولايته.
إلا أنّه سرعان ما قام تَمَّام الذي فر إلى تونس بمحاولة جديدة للإطاحة بمحمد العكي، لكن إبراهيم هزمه مرة أخرى واستسلم، لم يستمر حكم محمد المستعاد لإفريقيا طويلاً، فقد أدى استمرار عدم شعبيته بين رعاياه إلى إرسال إبراهيم إلى هارون الرشيد ليخبره عن كراهية محمد ويطلب أن يتم تعيينه في إفريقيا مقابل ضمانات مالية معينة، وافق هارون على هذا الطلب وتم فصل محمد العكي وأصبح إبراهيم أول والي للسلالة الأغالبة.