قال سليمان بن عبد الملك لرجاء بن حيوة: “ابغني رجلاً له فضل في نفسه ونهوض بما ولى أولّيه أفريقيا”، فقال: “قد وجدت رجلاً له فضل في نفسه ونهوض بما ولى هو محمّد بن يزيد مولى قريش”، قال سليمان: ” أدخله”، فأدخله على سليمان، فقال له سليمان : “يا محمد بن يزيد، اتّق الله وحده لا شريك له وقم فيمن وليتك بالحق والعدل، اللهم اشهد عليه”، فخرج وهو يقول “ما لي عذر إن لم أعدل”.
الوالي محمد بن يزيد:
هو محمد بن يزيد من تابعي قريش، استلم محمد بن يزيد ولاية المغرب وأفريقيا خلال عهد سليمان بن عبد الملك وكان يمتاز بحسن سيرته، استلم الولاية عام 97 للهجرة بعد أن انقضى أمر موسى بن نصير وولده عبد الله بن نصير، تميز عهد محمد بن يزيد بهدوء حالة ولايته واعتدال سياسته وحسن سيرته.
أرسل سليمان بن عبد الملك إلى محمد بن يزيد أن يقوم بأخذ آل موسى بن نصير حتى يردّوا 300 ألف دينار ولا يرفع العذاب عنهم، فأمسك محمد بن يزيد عبد الله بن موسى بن نصير وحبسه في السجن وضرب عنقه خالد بن أبى حبيب، أما عبد العزيز بن موسى بن نصير، فقد كان والي لوالده على الأندلس وقتله طارق بن زياد.
وضع محمد بن يزيد ابن عبد الرحمن الثقفي والياً على الأندلس مكان أيوب بن حبيب، الذي استعلمه كبار الأندلس عليها بعد أن قُتل عبد العزيز بن موسى، كانت الأندلس تتبع إلى والي أفريقيا وكان محمد بن يزيد يقوم بإرسال السرية إلى ثغور أفريقيا، فما أصابه خمّسه ثم قسّمه عليهم ثم قسّم الخمس أيضاً.
عند بداية خلافة سليمان بن عبد الملك، قام بإرسال محمد بن يزيد للعراق وكان هذا قبل ولاية أفريقيا، فقام محمد بإطلاق المساجين وتقسيم الأموال، كما أغلق على يزيد بن مسلم الثقفي الكاتب الخاص ل الحجاج بن يوسف الثقفي، أُزيل محمد بن يزيد عن أفريقيا بعد وفاة سليمان وتولي عمر بن عبد العزيز الخلافة، قام عمر بن عبد العزيز باستعمال إسماعيل بن عبيد الله مكانه.