هو مزاحم بن خاقان بن أرتوج، كان مزاحم قائد تركي عباسي وفنى حياته في خدمة الخلافة العباسية وعُين والي لمصر عام 867 ميلادي، وشغل هذا المنصب حتى وفاته في العام التالي، مزاحم وأبوه خاقان اللذين كانا من الشخصيات المؤثرة خلال خلافة المعتصم والمتوكل على التوالي، ظهر مزاحم لأول مرة في عام 862 ميلادي في عهد المنتصر عندما تم تعيينه كقائد لحملة واصف ضد البيزنطيين.
الوالي مزاحم بن خاقان:
في حكم المستعين خليفة المنتصر قام مزاحم بن خاقان بقيادة الجيش التركي للتخلص من انتفاضة قبلية في الأردن بعد أن أكّدت السلطات المحلية عدم قدرتها على هزيمتها لوحدها، بعد اندلاع الحرب الأهلية عام 865 ميلادي، بين الخلفاء المستعين والمعتز في بغداد وسامراء، كان مزاحم في البداية متحيّز للمستعين وذهب من الرقة إلى بغداد حيث كان هناك، شارك في الدفاع عن بغداد وأصيب بسهم.
استمرّت الحرب الأهلية وأرسل المستعين مزاحم حتى يؤمن الكوفة التي وقعت في أيدي المتمردين، هزم مزاحم المتمردين وهرب العلويين، كما أمر قواته بإضرام النار في الكوفة بعد أن واجهت مقاومة داخل المدينة، بعد أن وصل خبر الفتح وصل لمزاحم رسالة من المعتز وأمره بالابتعاد عن المستعين، بعد نقاش طويل وافق مزاحم وجنوده على أن يبدّلوا اللواء الخاص بهم وذهبوا إلى سامراء.
عام 866 ميلادي ذهب مزاحم إلى مصر ومعه جيش حتى يعزز الوالي يزيد بن عبد الله الحلواني، الذي كان يتحدّى صعوبات في أن يتعامل مع عدد من الثورات بما في ذلك ثورة جابر بن الوليد، بعد وصول مزاحم استطاع يزيد والمساعدين من التغلُّب على المتمردين، إلا أنّهم لم يستطيعوا من إلحاق الهزيمة بهم تماماً، في عام 867 ميلادي قام المعتز بعزل يزيد من منصب المحافظ وعين مزاحم بدلاً منه.
بعد أن استلم مزاحم تعيينه واصل جهوده للتخلص من التوتر في المحافظة، بعد اخماد انتفاضة في حوف من مصر السفلى أصبح مزاحم رئيس هيئة الأمن فيها، قضى مزاحم الأشهر العديدة التالية في حملة ضد المتمردين وأخيراً رفع الأخير دعوى من أجل السلام عام 867 ميلادي، لكن مزاحم سجن مسؤول المتمردين في الفسطاط وفي العام التالي أرسل جابر إلى العراق.