هو نصر بن سيار بن رافع بن حري بن ربيعة بن عامر بن عوف بن جندع بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان الجندعي الليثي الكناني، يرجع نسب نصر بن سيار إلى بني جندع بن ليث من قبيلة كنانة.
الوالي نصر بن سيار الليثي:
كان نصر بن سيار الكناني الوالي الأموي الأخير على خراسان في بداية العقد الأول من القرن 2 للهجرة، حيث قام هشام بن عبد الملك باستعماله والياً على خراسان، سكن في مدينة مرو وكان نصر أحد الولاة المحنكين والحازمين، حيث شعر بوجود بوادر خطر من أبي مسلم فقام بإرسال رسالة إلى يزيد بن عمر بن هبيرة الذي تولى العراق.
كتب نصر بن سيار برسالة يزيد بن عمر بن هبيرة عما انتشر في خراسان من اضطرابات في السنتين السابقتين، أيضاً قام بتحذيره من خطورة ما يحصل، ووضح له أنّه إذا دام في التدهور ولم تتم معالجة المشكلة بشكل حازم، فأنه سيؤدي إلى عواقب كبيرة وعظيمة.
قال نصر بن سيار: “أبلغ يزيداً وخير القول أصدقه وقد تيقنت ألا خير في الكذب، بأن أرض خراسان رأيت بها بيضاً إذا أفرخت حدثت بالعجب فراخ عامين، إلا أنها كبرت لمّا يطرن وقد سربلن بالزغب، فإنّ يطرن ولم يُحتل لهن بها يلهبن نيران حرب أيّما لهب”
إلّا أنّ يزيد بن هبيرة لم يستجب له، فقد كان مشغول بنقاش مع الخوارج في العراق، فأرسل لمروان بن محمد وأخبره بالحال، وأعلمه بغوائل الفتنة القائمة ودواهي الكارثة القادمة، إلّا أنّ القتال بين القيسية واليمانية حدث في نفس الفترة وانشغل الخليفة مروان في إيقاف القتال عن مساعدة الوالي نصر بن سيار.
عند انقطاع الأمل والرجاء عند نصر بن سيار، أخذ يرسل بالهموم والشجون إلى العرب في المدينة المنورة، وحاول أن يستغل النخوة الدينية والعزة القومية لديهم وطلب أن يتوقفوا عن القتال فيما بينهم وأن يجتمعوا على كلمة، فتوحدت قلوبهم ووقفوا بوجه أبي مسلم وخطره الذي أصبح يهددهم.
مات نصار بن سيار بسبب مرض الري، قبل موته ذهب إلى مدينة ساوة ومات هناك عام 131 هجري، كان عمره في ذلك الوقت 85 عام.