نصر بن عبد الله الذي يعرف باسم كيدر وهو أحد الولاة العباسيين على مصر، قام الخليفة المأمون بعد أن خرج من مصر عام 217 هجري باستعماله على ولاية مصر وصلاتها وبقي هناك حتى وفاته عام 219 هجري، يبدو أنّ كيدر كان من أصل صغدياني وكان مخلص بشكل كبير للخليفة المأمون.
الوالي نصر بن عبد الله:
خلال فترة ولاية نصر بن عبدالله بدأ الخليفة المأمون يأمر الناس بأن يبدؤوا في اختبار ما يُعرف بمحنة خلق القرآن، ورد كتاب المأمون في جمادى عام 218 هجري وأخذه القاضي في مصر هارون بن عبد الله الزهري إلى كيدر، فأجابه وشهد معه وأجابوا رجاله ومن كان عنهم عن شهادته وأخذه الفقهاء والأحاديث والمؤذون، بعد أشهر قليلة من بداية المحنة توفي الخليفة المأمون في 7 رجب عام 218 هجري وخلفه الخليفة المعتصم بالله.
كتب الخليفة الجديد المعتصم بالله إلى قادر يأمره بإسقاط العرب في البلاط وقطع هداياهم، إلا أنّ هذا الفعل قوبل بمقاومة شديدة وسرعان ما قاتل معه ثارية بن الوازي الجراوي وخمسمائة رجل، توفي كيدر في ربيع الثاني من سنة 219 هجري واستلم الولاية من بعده ابنه مظفر بن كيدر، كان مظفر أحد أصحاب شرطة مصر في ولاية أبوه كيدر نصر بن عبد الله وبعد أن توفي كيدر حمل زمام الأمور وولاية مصر بنفسه.
تحرك مظفر بن كيدر على الفور لإخماد ثورة بقيادة يحيى بن الوزير الجروي، التي اندلعت في حياة كيدر وهزم المتمردين في معركة بالقرب من تنيس، حيث ألقى القبض على الجرويّ وتفرق أتباعه مما وضع حد للانتفاضة، وفق ما كتب المؤرخ الكندي فإنّ مظفر كان أول والي لمصر يأمر بالتكبير يعد صلاة الجمعة.
أكمل مظفر امتحان الناس بمحنة خلق القرآن عن والده كيدر، التي كانت سارية آنذاك في مدن الخلافة العباسية، في جمادى الأولى عام 219 هجري قام الخليفة المعتصم بإعطاء أشناس التركي الولاية على مصر والصلوات والضراب، قام أشناس بإزالة مظفر من منصبه واستبدله بموسى بن أبي العباس في شعبان، غادر مظفر مصر وفي عام 223 هجري شارك تحت قيادة الأفشين في الحرب ضد بابك الخرمي.