يعد تاريخ الخلافة العباسية معقد ومتشابك ويحوي على تكوينات سياسية، حيث حدث تفاعل بين عناصر عربية وفارسية وتركية علبها وشهدت تطور اجتماعي وعنصري متباين، قيام الدولة العباسية ليس مجرد انتقال الحكم من خليفة لآخر، بل يعد ثورة في تاريخ الإسلام وبداية مسيرة التطور الإسلامي.
الوالي هرثمة بن النضر الجبلي:
هو هرثمة بن النضر الجبلي، كان هرثمة بن النضر أحد الولاة الإقليمين في القرن التاسع خلال الخلافة العباسية، فقد شغل منصب والي مصر عام 847 ميلادي حتى وفاته في عام 849 ميلادي، يمكن ربط هرثمة بن النضر الجبلي مع حرثمة بن النضر الخطالي الذي كان والي المراغة عام 838 ميلادي، وفي نفس العام تورط في مؤامرة اغتيال الخليفة المعتصم الذي حكم عام 833 ميلادي واستبدله بالعباس بن المأمون.
حيث تورطه في مؤامرة اغتيال الخليفة المعتصم أدى إلى سجنه، فقد تمّ الكشف عن المؤامرة واغتيل ووضع في سجن مكاوي، لكن بعد أن توسط العفشين له تم الإفراج عنه واستلم ولاية الديناور بدلاً منه، في عام 847 ميلادي تم تعيين هرثمة والي مقيم لمصر من قبل الجنرال التركي إيتاخ ووصل إلى المحافظة في العام الذي يتلوه.
أثناء إدارة هرثمة بن النضر في مصر بدأ الخليفة المتوكل الذي حكم عام 847 ميلادي حاول أن ينهي المحنة والتخلي عن عقيدة خلق القرآن، في 6 رجب عام 233 هجري وضع هرثمة بن النضر على شُرطته أبو قُتيبة، حيث ورد كتاب الخليفة المتوكل على هرثمة يأْمر بترك أي نقاش فِي القرآن، وفقاً لهذه السياسة أمر هرثمة بتحريم جدل حول طبيعة القرآن الكريم في مصر.
بذلك انتهت محنة خلق القرآن يوم الجمعة 5 جمادى الآخرة سنة 234 هجري، ظل هرثمة بن النضر والي على مصر حتى فبراير عام 849 ميلادي حيث مرض مرضاً شديداً ومات، قبل أن يتوفى عين هرثمه ولده حاتم حليفاً من بعده وتولى هذا الأخير منصب الوالي عام 234 هجري هجري.
استلم حاتم هو ابن هرثمة بن النضر الولاية في مصر في 6 رجب عام 233 هجري من قبل إيتاخ الخزري على صلاتها، فجعل على شرطته محمد بن سويد، فولِيَها حاتم بن هرثمة إلى يوم الجمعة 6 رمضان سنة شهراً واحداً ثم عُزل واستُبدل بعلي بن يحيى الأرمني.