قال الأوزاعي: “كان معاوية بن أبي سفيان أول من اعتذر إلى الناس في الجلوس في الخطبة الأولى في الجمعة ولم يصنع ذلك إلا لكبر سنه وضعفه، كان عبد الملك بن مروان أول من رفع يديه في الجمعة، وقنت فيها، وكان المصعب بن الزبير أول من أحدث التكبير الثلاث بعد المغرب والصبح، وكان هشام بن إسماعيل أول من جمع الناس في الدراسة”.
الوالي هشام بن إسماعيل:
هو هشام بن إسماعيل بن هشام بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، يُكنّى بأبي الوليد المخزومي، جاء هشام بن إسماعيل إلى دمشق فتزوج عبد الملك بن مروان ابنته واستعمله والياً على المدينة المنورة، أنجب عبد الملك هشام وكان هشام أول من قام بإحداث دراسة القرآن بجامع دمشق في السبع.
قام هشام بن إسماعيل بالرواية عن رسول الله فقال: “لا تبادروني بالركوع”، والدة هشام هي بنت المطلب بن أبي البختري بن هاشم بن الحارث، كان هشام بن إسماعيل من كبار قريش وكان شديد خلال ولايته، لما رأى عمر بن عبد الرحمن أسف عبد الملك على زينب بنت عبد الرحمن بن الحارث وكان يريد أن يتزوجها، لكنّ عمه يحيى بن الحكم تزوجها.
قال أمير المؤمنين: “أنا أدلك على مثلها في الجمال وهي شريكتها في النسب، قال: من هي؟ قال: زينب بنت هشام بن إسماعيل وهو عندك حاضر”، فوافق هشام وزوجه إياها، عندما قام عبد الملك بعقد العهد لولديه الوليد وسليمان وكتب بالبيعة لهما إلى البلدان، كان الوالي على المدينة هشام بن إسماعيل، فدعا الناس إلى البيعة لهما وبايع الناس إلّا سعيد بن المسيب.
غضب هشام بن إسماعيل من سعيد بن المسيب وقام بضربه 60 سوط، كما أنه طاف به في تبان ومشو به، فسأل على المكان الذين يأخذونه إليه فأجابوا : إلى السجن، فقال: لولا أنِّي ظننت أنّه الصلب ما لبست هذا التبان، فذهبوا به إلى السجن وحبسه هشام بن إسماعيل وكتب إلى عبد الملك بذلك.
فقام عبد الملك بالكتابة إلى هشام بن إسماعيل والرد على ما حدث ولامه على ما قام به وقال: “سعيد كان أحوج إلى أن تصل رحمه من أن تضربه وإنا لنعلم ما عند سعيد شقاق ولا خلاف”، عندما كتب عبد الملك إلى هشام وعلم سعيد بذلك، فقال: “الله بيني وبين من ظلمني”.