قال المدائني عن ابن هبيرة: “كان جسيماً، كثير الأكل، ضخما، طويل، شجاعا، خطيبا، رزقه في السنة ست مائة ألف، وكان يفرقها في العلماء والوجوه”، قام ابن هبيرة ببناء مدينه وكان يريد أن يسمّيها الجامعة، فقال له سلم بن قتيبة: “أرأيت إن قيل أين الامير، أيقال في الجامعة؟” فسماها المحفوظة، فعندما جاء أبو العباس سماها الهاشمية وأنهى بناءها.
الوالي يزيد بن عمر بن هبيرة:
يزيد بن عمر بن هبيرة الفزاري وكنيته أبو خالد، كان فارس من الفرسان الذي أيّدو بني أمية، قام يزيد بن هبيرة بتولّي العديد من الإمارات في الدولة الأموية خلال حكمهم، حيث قام بتولّي قنسرين في عهد الوليد بن يزيد، كما أنه استلم ولابة البصرة والكوفة عام 128 هجري في عهد مروان بن محمد.
قام يزيد بن هبيرة بمحاربة أنصار العباسيين، إلا أنّه خسر أمام قوات خراسان، بعد ذلك تحصَّن في واسط، فقام أبو العباس السفاح بإرسال أخاه المنصور لحربه، إلا أنّ المنصور لم يستطيع أن يهزمه، بعث له رسالة يطلب بها الأمان والصلح، فوقّع السفاح على الرسالة.
كان ابن هبيرة مُخلص لبني أمية بالرغم من أنّ حكمهم انتهى قبل ذلك، إلا أنه وافق بصلح السفاح وعهده، لكنّ أبا مسلم الخراساني أحد أشياع السفاح قام بالإيقاع بابن هبيرة، بعد ذلك قام السفاح والمنصور بنقض عهدهما وأمر الأخير بقتله في واسط.
قام أبو سلمة بتوجيه الحسن بن قحطبة بن شبيب إلى ابن هبيرة، فقد تعسكر في واسط فحاصره، فقام أبو سلمة بإرسال رسالة إلى مالك بن الهيثم وهو بسجستان يأمره بالذهاب إلى البصرة، فلما ذهب إليها وجد عليها سفيان بن معاوية، فكتب أبو سلمة إلى نصر يأمره بالمسير إلى الحسن بواسط ففعل.
روى المدائني: “قال أهل خراسان لبعض الفزاريين وهم بنو فزارة من غطفان قوم بن هبيرة: ما كان أعظم رأس صاحبكم؟! فقال: أمانكم له كان أعظم، قال أبو الحسن: حصره أبو جعفر تسعة أشهر، ولما قتل أخرج إلى باب المضمار بواسط فصب النفط على جثته وأحرق، وأمر أبو جعفر بهدم مدينة واسط، وقال: حصر ابن هبيرة وما في رأسه بيضاء، فما قتل إلا وقد شاب.