كان للنعمان منزلة كبيرة عند معاوية بن أبي سفيان، قال معاوية: “يا معشر الأنصار تستبطئونني وما صحبني منكم إلا النعمان بن بشير وقد رأيتم ما صنعت به وكان ولاه الكوفة وأكرمه”، عن النعمان بن بشير قال: “بينا رسول الله في مسير له إذ خفق رجل على راحلته فأخذ رجل من كنانته سهما، فانتبه الرجل مذعورا فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يحل لمسلم أن يروع مسلما “.
الوالي النعمان بن بشير:
هو النعمان بن بشير بن سعد بن ثعلبة بن جلاس بن زيد الأنصاري الخزرجي وكنيته عبد الله، لم يعرف النعمان الجاهلية أبداً فقد كان أول طفل ولد في الإسلام من الأنصار بعد هجرة رسول الله ب14 شهر، فأحضرت به أمّه تحمله إلى رسول الله، فحنكه وبشرها بأنّه يعيش حميداً ويموت شهيداً ويدخل الجنة بإذن الله.
انحرف النعمان بن عن علي بن أبي طالب وكان عدوَّ له، فقد خاض الدماء مع معاوية وكان من أمراء يزيد ابنه، عندما جاء مسلم بن عقيل إلى الكوفة رسول من قبل الإمام الحسين ويايعهم، كان أمير الكوفة في ذلك الوقت النعمان بن بشير الذي استعمله معاوية بن أبي سفيان في آخر حياته والي عليها وكانت مدّة ولايته 9 أشهر توفي خلالها معاوية بن أبي سفيان.
أكّدت العديد من الروايات التاريخية بأنّ سيرة النعمان بن بشير خلال توليه الكوفة من قبل معاوية بن أبي سفيان، قد وصفت باللين والهدوء والابتعاد عن الحروب والتسامح وسفك الدماء والفتن، قال العديد من الكُتّاب بأنّ معاوية بن أبي سفيان في آخر أيامه قد ولّى الكوفة للنعمان عن قصد.
ذلك حتى يبعد العهود الوحشية والدموية البشعة التي حدثت في الكوفة في عهد العاملين القدامى مثل المغيرة بن شعبة، فقد كان يحاول أن يبعد الناس عن تلك الأيام البشعة، ويغلق تلك الصفحات في حياتهم، فولّى النعمان بن بشير وأوصى باللين والتسامح.
بعد أن توفي يزيد بن معاوية بايع النعمان عبدالله بن الزبير فغضب منه أهل حمص فقام بالخروج هارباً، تبعه خالد بن خليّ الكلاعي وتعاركوا فقتله سنة 65 للهجرة.