في عام 1946 ميلادي قاد الفلاحين الكوريين تمرد في الأقاليم الكورية الجنوبية ضد السياسة التي يتبعها الجيش الأمريكي في كوريا الجنوبية وقاد تلك الثورة الجنرال الكوري “جون آر هودج” وكانت تلك الثورات تسعى إلى إعادة الحكم إلى اللجان الكورية الشعبية والتي تم من خلالها تأسيس جمهورية كوريا الديمقراطية وأطلق على تلك الانتفاضة اسم انتفاضة دايجو.
انتفاضة الخريف عام 1946 ميلادي في كوريا
في شهر أيلول من عام 1946 ميلادي قامت عدد من التمردات في مدينة سيول الكورية وقاد تلك التمردات الفلاحين والذين طلبوا رفع أجورهم وقالوا بأنّ الأجور التي تعطى لهم ليست كافية ويتم اضطهادهم في المزارع وامتدت تلك التمردات حتى وصلت إلى جميع المدن في كوريا الجنوبية وكان لها تأثير كبير في الشارع الكوري.
من المطالب الأخرى التي طالب بها المتظاهرون العمل على معاملتهم مثل باقي الموظفين في القطاعات الحكومية الأخرى في كوريا الجنوبية وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين والسماح لهم بتأسيس منظمات للمطالبة بحقوقهم واستمرت تلك التمردات لمدة شهرين.
قام عدد كبير من العمال بالتجمع في محطة القطار دايجو الكورية؛ وذلك من أجل الاعتراض على السياسات التي وضعتها الولايات المتحدة الأمريكية في كوريا وقام المتظاهرون برمي الحجارة على الشرطة وطالبوا بقتلهم، الأمر الذي دفع الشرطة الكورية إطلاق النار عليهم وقتلت أربعة منهم وأعلنت الحكومة الكورية بأنّهم ماتوا بمرض الكوليرا ولم يكن للشرطة الكورية يد في قتلهم.
أغضب تصرف الحكومة الكورية الأحزاب الكورية، فقام الحزب اليساري بجمع العمال وجهزوهم للهجوم على الشرطة، أما الحزب الشيوعي الكوري فقد قام بمهاجمة مكاتب الشرطة وضربوا الشرطة المتواجدين فيه.
قامت الحكومة الأمريكية بإتباع عدة طرق ضد الانتفاضة والتي كانت بدايتها العمل على قمع التمردات وإنهاء الصراع بين الشعب والشرطة وأرسلت دباباتها العسكرية وأعلنت الحكم العرفي في كوريا الجنوبية، وتمكنت الولايات المتحدة الأمريكية من إنهاء التمردات والتي نتج عنها مقتل عدد من الشرطة الكورية والمتظاهرين.
لم تتمكن انتفاضة الفلاحين من تحقيق مرادها وتم قمعها من قِبل الحكومة الأمريكية وقد أدى ذلك إلى ضعف تواجد اللجان الشعبية في كوريا ولم يعد لاتحاد مجلس العمال دور في دعم العمال والمطالبة بحقوقهم.