انتقادات النظرية الكلاسيكية المحدثة في التنظيم في علم الاجتماع

اقرأ في هذا المقال


النظرية الكلاسيكية المحدثة في التنظيم في علم الاجتماع:

خضعت النظرية الكلاسيكية المحدثة وحركة العلاقات الإنسانية للعديد من أوجه النقد، حتى أنه أطلق عليها مصطلح النظرية المفلسة، وقد تراوحت أوجه النقد من القول بأن حركة العلاقات الإنسانية ليست في نهاية الأمر سوى أداة لتحريك الناس من خلف ستار بطريقة ساخرة، إلى القول بأنها عبارة عن مجموعة تافهة من المعلومات الوصفية الأمبريقية، ويمكن إيجاز أهم أوجه النقد التي وجهت إلى هذه الحركة من الناحية التحليلية والتفسيرية والمنهجية على التوالي فيما يلي:

انتقادات النظرية الكلاسيكية المحدثة في التنظيم في علم الاجتماع:

1- إن هذه الحركة تعكس تحيزاً واضحاً ضد النزعة الفردية، أو إنها لم تكن سوى رد فعل عكسي ضد نظام الإدارة العلمية الكلاسيكية.

2- الاعتماد الكلي على المشاعر والإحساسات والعواطف والحاجات السيكولوجية، ورفض الانطلاق من أساس عقلي أو منطقي رشيد.

3- التركيز على فكرة الاتساق والاستقرار التنظيمي كهدف أساسي للحركة داخل المجال الصناعي، حيث حاولوا التوحيد بين الإدارة والقيادة من خلال اكساب هيئة الاشراف والإدارة مجموعة من القدرات والمهارات القيادية، ولعل هذا هو ما جعلهم يغفلون عن مجموعة من العمليات والعوامل التي يمكن أن توجد داخل الموقف التنظيمي أو الصناعي مثل عملية الصراع بين العمال والإدارة، أو بين الفنيين والإداريين، ومشكلة القوة والسلطة داخل التنظيم، ودور النقابات، وأثر البيئة الاجتماعية والاقتصادية السياسية العامة على النسق الاجتماعي للمصنع.

4- استخدام النماذج المنهجية الساذجة لعلم النفس التجريبي، وهي نماذج تعجز بمفردها عن تحليل النسق التنظيمي المعقد، خاصة في المجال الصناعي.

5- اتسمت هذه الحركة بنزعة إمبريقية خالصة، حتى ركزت على الدراسة الميدانية دون الاعتماد على بناء نظري مسبق، وبالتالي افتقدت إلى الأساس اللازم للتوجيه والتفسير والفهم.

6- يؤكد بعض النقاد أن أنصار حركة العلاقات الإنسانية وقعوا في نوع من التحيز أطلقوا عليه التحيز الغائي، حيث أنهم تصوروا النسق التنظيمي على أساس عضوي فمجموعة أجزاء ذلك النسق تكون وحدة كلية، وكل جزء له وظيفة محددة تسهم في تحقيق الهدف الكلي للتنظيم، وتتحدد معايير السلوك التنظيمي في ضوء هذا الفهم.

فكل سلوك يسهم في تحقيق ذلك الهدف الكلي هو سلوك صحيح أو ممثل، أما السلوك الذي يسهم في تعويق الوصول إلى ذلك الهدف فهو سلوك منحرف، بغض النظر عن الأسباب والدوافع والظروف وقد فهم البعض من ذلك أن أنصار هذه الحركة يصدرون عن أهداف أيديولوجية تدعم النظام الاقتصادي الغربي، أو يصدرون عن نموذج التوازن في مواجهة نموذج الصراع.


شارك المقالة: