انتقادات جوهرية لسوسيولوجيا الفعل عند بارسونز:
لقد رأى بارسونز في بداية كتابه بناء الفعل الاجتماعي، إلى الدور الذي أحدثه سبنسر في تاريخ الفكر للناطقين بالإنجليزية، ولكن كما يصرح بارسونز فكرة “قد مات وكان ضحية للتحول في النظرية العلمية، لقد قتله إلهه الحاسد المنتقم، الذي دعاه التقدم، لقد قتله لشدة إخلاصة وولائه له”، إن هذه العبارات، تكاد تنطبق على بارسونز الذي اتخذ من التكامل القيمي العام، والتوازن النسقي إلهاً له، وتجاهل تعارض القوى والمصالح والانقسمات والسيطرة والخضوع والقهر.
وكما يرى روشيه، فإن هناك ثلاث اتجاهات كان يمكن لبارسونز أن يسير بها ولم يفعل، وهي بمثابة انتقادات جوهرية لسوسيولوجيا الفعل عنده:
- أولاً: كان بإمكان بارسونز اكتشاف المركب الكلي للعوامل البنائية، التي يستند عليها الاتفاق القيمي العام، ويتدعم عن طريقها، مثل تدرج القوة والسلطة، والطبقات الاجتماعية، وأشكال متعددة من الاغتراب، علماً بأنه قد مهد الطريق، ولذلك اقترب من هذه القضايا.
- ثانياً: إن تفسير الاتفاق العام وتحليله ينبغي أن يكتمل بتحليل الصراع، فلم يرى بارسونز مكاناً في نموذجه النظري لدراسة الصراع، كما ذهب النقاد.
- ثالثاً: أخذت النظرية عند بارسونز المعايير والقيم كمسلمات، دون التساؤل بعمق عن كيفية ظهورها.