انتقادات نظرية الدفاع الاجتماعي عند مارك انسل في علم الاجتماع

اقرأ في هذا المقال


انتقادات نظرية الدفاع الاجتماعي عند مارك انسل في علم الاجتماع:

1- انتقد انسل ما أطلق عليه الطغيان القانوني، وأشار إلى أهمية الأخذ بنتائج العلوم الإجرامية المختلفة، ويذهب البعض إلى أنه لم يوضح كيفية التخلص من هذا الطغيان القانوني، وأنه عندما ناقش قضية الدفاع الاجتماعي خرج على العلوم القانونية، بحيث أنه أفقد قانون العقوبات خاصية القانونية؛ ﻷنه جعل حكم القاضي مبنياً على الفحص العملي لشخصية الجاني.

2- ذهب انسل إلى أن القاضي يجب أن يحدد التدبير الملائم قدراً ونوعاً على حسب تقديره بدرجة خطورة المجرم، وهو بذلك منح القاضي سلطة تقديرية واسعة يمكن إذا أساء استخدامها الاعتداء على الحرية الفردية التي دافع عنها بشكل واضح، وإن كان انسل يرد على هذا بأنه ينادي بتطبيق مبدأ الشرعية مما لا يتيح للقاضي فرصة التعسف.

3- يتضح بشكل واضح تأثر انسل بالمذهب الفردي الذي يعلى من قيمة الفرد بحيث يجعل الفرد منطلق البحث وهدفه، وهذا يشير إلى تأثره بالاتجاه البرجوازي الفردي في مجال العلوم الاجتماعية.

4- لم يستطع تعريف المسؤولية الجنائية بشكل واضح، ولم يميز بينها وبين الخطورة الإجرامية، واكتفى بأن المسؤولية مرادفة لمفهوم الشخصية.

5- أسقط في مشروعه عن الدفاع الاجتماعي الجديد العقوبات القاسية كالإعدام والتعذيب البدني وأبدى رغبة في إعادة النظر في العقوبات السالبة للحرية.

6- يذهب انسل إلى أن نظريته في الدفاع الاجتماعي تستند إلى التقاليد المسيحية، ولا شك أن كل الأديان تدعو إلى الخير والحق والتوحيد، لكن الشريعة التي قدمت تنظيماً متكاملاً متوازناً، يتضمن إقامة مجتمع فاضل قوي متقدم متكامل اقتصادياً وسياسياً وأسرياً وتربوياً. وقد وضعت الشريعة نظاماً للتجريم والعقاب يحقق صالح الفرد كما يحافظ على الأمن الاجتماعي، وأخذت الشريعة بفكرة التدابير الاحترازية التي تحول دون تعرض المجتمع لخطورة المجرم.

الأساليب الوحيدة الرادعة والتي يواجه بها المجتمع الانحرافات الكبرى:

وهذه العقوبات أساسية ولا بدّ منها في بعض حالات الانحراف الإجرامي، وفي حالة ثبوت المسؤولية كاملة على الجاني، وتمكن الضرورة في أنها هي الأساليب الوحيدة الرادعة والتي يواجه بها المجتمع الانحرافات الكبرى الماسة بأمنه وقيمه والفضائل التي لا يستقيم أمر مجتمع دون الحفاظ عليها.

وهي وحدها التي تحقق وظائف العقوبة الأساسية المتمثلة في الردع الخاص والردع العام، وهذا لا يتعارض مع الرحمة والإحسان التي يدعى أنصار حركة الدفاع الاجتماعي أنهم يأخذون بها.


شارك المقالة: