إنجازات الجراح بن عبد الله الحكمي في الدولة الأموية

اقرأ في هذا المقال


من هو الجراح بن عبد الله الحكمي

كان الجراح بن عبد الله الحكمي كان أميراً وقائدا عسكرياً وواليا عادلاً، وُلد الجراح بن عبد الله في دمشق وهو من قبيلة بني الحكم، وأصبح محافظًا للبصرة عام (706)، وخدم حتى عام (715)، ثم عُين نائبًا لزيد بن المهلب في العراق، وفي عام (717)، أرسله الخليفة عمر الثاني ليشغل منصب نائب رئيس الدولة والي خراسان.

كان الجراح يتصف بالعفة والنزاهة وا تصف في سياسته بالعدل مع المسلمين وغير المسلمين، عُرف بالحزم مع العصاة الخارجين عن القانون، وقد مكنته أخلاقه وصفاته من ضبط وتنظيم أمور الدولة الأموية، ومن الجدير بالذكر أن المناطق التي فتحها الجراح الحكمي في اسيا وبلاد القوقاز، لا تزال تدين بالدين الإسلامي حتى وقتنا الحاضر.

كان للجراح دور كبير في بتنظيم أمور السوق في البلاد الإسلامية، وتنظيم أمور المحتسبين في السوق، وقام بتوحيد المكيال والميزان وذلك لأهميته في الحياة الاقتصادية وذلك حسب القوانين الإسلامية، وعُرف في تلك البلاد (المكيال الجراحي)، وقد ذكر المؤرخ البلاذري في الكتب التاريخية حيث ذكر أنه زار البلاد وشاهد هناك المكيال الجراحي، وكان هذا المكيال دلالة كبيرة على عدالته.

إنجازات  الجراح بن عبد الله الحكمي

وفي عام (720) سحق تمرد يزيد في العراق، في عام (722)، تم إرساله مع (25000) جندي سوري إلى أرمينيا لقيادة الهجوم الأموي ضد الخزر، واستعادة ديربنت و والقتال في بلانجار في (722)، في عام (724)، استولى على تفليس، ووضع أيبيريا القوقازية وآللان تحت سيادة المسلمين، في عام (730)، بينما كان يقود هجومًا جديدًا ضد الخزر، قابله الأمير برجك في معركة مرج أردبيل، حيث تم تدمير جيشه وقتل. ونصب رأسه على عرش برجك خلال بقية حرب برجك مع العرب.

في عام (721/722) بدأت المرحلة الحقيقية والشرسة من حرب العرب الخزر الثانية على جبهة القوقاز، في هذا الشتاء قامت قوة عسكرية قوامها (30.000) خزر فتحًا لأرمينيا واستطاعوا هزيمة جيش الحاكم المحلي ملك بن صفار البحراني في منطقة مرج الحجر في فبراير / مارس (722)، وبناء على ما حدث قام الخليفة يزيد الثاني (حكم 720) -724) بإرسال الجراح مع قوة عسكرية مكونة (25000) جندي سوري إلى أرمينيا، مما جعله يقود الهجوم الأموي ضد الخزر.

استطاع القائد الجراح إعادة الخزر إلى القوقاز واتجه شمالًا على طول الساحل الغربي لبحر قزوين، واستعاد دربنت وتقدم إلى عاصمة الخزار بلانجار، حاول الخزر الدفاع عن المدينة من خلال إحاطة القلعة بعدة عربات، لكن العرب فصلوها وغزوا المدينة في 21 أغسطس 722 (أو 723)، قُتل أو استعبد معظم سكان بلانجار، لكن البعض تمكن من الفرار إلى الشمال، استولى العرب أيضًا على مدينة واباندر واقتربوا من سماندر (بالقرب من كيزليار الحديثة).

على الرغم من انتصار الأمويين عدة مرات لم يحقق العرب نتيجة حاسمة، فقد بقي جيش الخزر قويًا وكان يشكل تهديدا مستمرا لأنه مثل كل قوات البدو الرحل، لم يكن يعتمد على المدن في الإمدادات، إلى جانب حقيقة أن حرسه الخلفي كان لا يزال غير متأكد، تراجع الجراح إلى وارتان في جنوب القوقاز.

من هناك دعا إلى تعزيزات من يزيد، لكن على الرغم من أن الخليفة وعد بإرسال المزيد من القوات، إلا أنّه لم يفعل، المعلومات في المصادر التاريخية غير واضحة بشأن تحركات الجراح عام (723)، لكنه قام بحملة عسكرية أخرى شمالًا (والتي قد تكون في الواقع التاريخ الفعلي لحملة بلانجر)، رداً على ذلك هاجم الخزر جنوب القوقاز ، ولكن في فبراير (724)، استطاع الجراح هزيمتهم في معركة بين نهري كورش وأراكسيس والتي امتدت لعدة أيام.

تبع الجراح نجاحه بالسيطرة على تفليس، التي أجبر سكانها على دفع ثمن الخراج، لكنهم حصلوا في المقابل على وثيقة حقوق، وكانت نتائج هذه الحملة أن أراضي القوقاز أيبيريا والان أصبحت تحت سيادة المسلمين، واعتبر الجراح من أول القادة المسلمين الذين يعبرون خلال ممر داريال.

قامت هذه الحملة بحماية جناح المسلمين ضد هجوم خزر محتمل عبر داريال، بينما أعطت الجيش المسلم طريقًا ثانيًا لغزو أراضي الخزر، ولكن في عام (725)، قام الخليفة الجديد هشام بن عبد الملك (حكم 724-743) بعزل الجراح الجكمي ونصب أخيه مسلمة بن عبد الملك، استشهد الجراح الحكمي في معركة مع الخزر وهي معركة مرج أردبيل عام (730) م.


شارك المقالة: