إنجازات خالد بن عبدالله القسري في الدولة الأموية

اقرأ في هذا المقال


ولاية خالد بن عبدالله القسري في الدولة الأموية

خالد بن عبد الله القسري، وهو عربي الأصل يرجع نسبة لقبيلة بجيلة من بنو قسر كان والي في الدولة الأموية على مكة في القرن الثامن والعراق من (724) حتى (738)، كانت فترة حكمه في فترة حكم الخليفة هشام بن عبد الملك، وكان يُلقب بأبى القاسم أو أبا الهيثم.

اشتهر خالد بن عبدالله القسري بسبب الدعم الذي كان قدمه لقبائل اليمن في الصراع مع قبائل قيس، بعدما تمت إقالته سُجن مرتين وفي عام (734) عُذب حتى الموت، من حاكمه يوسف بن عمر الثقفي، كانت قبيلته غير منحازة في الصراع بين قبيلتي قيس واليمن القبلية في ذلك الوقت، تم تعيين خالد القسري في العراق لتهدئة الوضع هناك.

تمرد المهلبين وتم استبدال خالد القسري بابن هبيره مما اثار غضب قبائل قيس لم تدعمه قبائل اليمن، على الرغم من أنه كان يعمل في إدارته مع اليمنيي، وذُكر أنه تم استبداله بيوسف بن عمر الثقفي في عام (738)م، لم تسجل الكثير من الأحداث في فترة حكمه، إلاّ أنه استطاع قمع تمرد بهلول بن بشر الشيباني في الشمال وتمرد شيعي آخر قام به المغيرة بن سعيد في الكوفة

ويُذكر أنه قام  بإعدام جعد بن درهم، أثناء فترة واليته كان الوالي خالد بن عبدالله القسري يهتم باستصلاح الأراضي الزراعية وريها، كما تميزت فترة ولايته بصك المصكوكات العالية الجودة، وذلك قام بزيادة وزن الدرهم الفضي بأوامر من الخليفة هشام من ستة إلى سبعة دانيق.

تتنوع المعلومات عن الوالي خالد القسري، البعض يذكر أنه كان متناقضًا أو حتى معاديًا للإسلام، أو ملحد ويميل لغير المسلمين، وخاصة المسيحين إذ أن والدته مسيحية حتى أنه بنى كنيسة لوالدته بالقرب من مسجد الكوفة، وبذلك قام البعض بذمه والبعض الآخر كان يمتدحه.

إنجازات خالد بن عبدالله القسري في الدولة الأموية

في أثناء ولاية خالد بن عبدالله القسري في مكة قام بالعديد من الأعمال إذ أنه أدار صفوف الصلاة حول الكعبة، وكان أول من أحدث التكبير في الطواف في شهر رمضان، وطلب منه سليمان بن عبدالملك أن يحفر عين من الماء والتي سميت عين القسري، بعث إليه الخليفة الوليد بن عبد الملك مبلغ من المال يُقدر بستة وثلاثون ألف دينار وذلك من أجل وضع صفائح من الذهب على بابي الكعبة وعلى ميزاب الكعبة وعلى الأساطين في بطنها وعلى الأركان في جوفها.

وقام خالد بن عبدالله القسري في عهد خلافة عبد الملك بن مروان قام بوضع مصباح زمزم على الجهة المقابلة للركن الأسود، قبل ولايته كان الرجال والنساء يطوفون معًا حتى قدم خالد بن عبدالله القسري وقام بالتفريق بين الرجال والنساء في الطواف، ووضع حرسًا يحملون السياط للتفريق بينهم.

أما في المجال الاقتصادي فقد روي عنه أنه قام بصك الدراهم في عهد هشام بن عبدالملك، وقد أحسن صكها وكانت النقود في عهده من أجود نقود بني أمية، وأضعف الصاع فأصبح الصاع ستة عشر رطلًا، وفي مجال الري والزراعة فقد اقام السدود وحفر الأنهار والآبار، وبذلك ازدهرت الزراعة وتم استصلاح الأراضي البور وقد استفادت خزينة الدولة ملايين الدراهم من ريع الأنهار والأراضي في عهد خالد القسري، وكان قد اهتم بالطرق وإصلاحها وقام بإقامة القناطر.

نهاية خالد بن عبدالله القسري

تعددت أسباب  عزل الوالي خالد القسري عام (738)، تشير المصادر إلى أن هشام بن عبدالملك أصبح يشعر بالقلق من تأثير خالد القسري على من هم حوله بسبب معتقداته الخاطئة، لكن يبدو أن هناك أسباب أخرى.

تفاجأ الوالي خالد القسري بالوالي يوسف بن عمر الثقفي يعزله ويتسلم ولايته، وقام يوسف مباشرة بسجن خالد وأبنائه، وقام بتعذيب الوالي يوسف من أجل الحصول على ثروته، بعد مرور ثمانية عشر شهرًا، تم إطلاق سراح الوالي خالد وذهب إلى مسقط رأسه دمشق.

بعد وفاة الخليفة هشام بن عبد الملك في عام (743)، تولى بعده الوليد الثاني فقام بتسليم خالد للوالي الذي خلفه يوسف بن عمر مقابل مبلغ كبير من المال، ويُذكر أنه قام بتعذيبه حتى الموت، مما أدى إلى زيادة الخلافات بين قيس واليمن وأدى إلى سقوط الوليد الثاني.


شارك المقالة: