اقرأ في هذا المقال
- اهتمام الملك عبد العزيز بشؤون الحج والحجيج
- دلائل تاريخية تشير إلى اهتمام الملك عبد العزيز بالحج والحجيج
- اهتمام الملك عبد العزيز بالمواصلات والفنادق للحجاج
- اهتمام الملك عبد العزيز بالأسواق الشعبية الخاصة بالحجاج
اهتمام الملك عبد العزيز بشؤون الحج والحجيج:
اهتم الملك عبد العزيز برعاية شؤون الحج والحجيج وخدماتها أشد الاهتمام وجعلها في مقدمته تلك الأولويات، منذ انضمام الحجاز إلى المملكة العربية السعودية، فقد كانت تلك الاهتمامات متعددة ومتنوعة، حيث استغرقت بعض تلك الجوانب مثل مرافق الحج وخدماتها المدنية في عهد الملك عبد العزيز رسائل علمية مفيدة وملفته للأنظار.
لقد حرص الملك عبد العزيز على الاهتمام بالحج والحجيج، فقد نشير إلى ذلك من خلال وقوف الملك بنفسه على قيادة موكب الحج منذ أن انضم الحجاز إلى حكمه وحتى وفاته، فخلال تلك الفترة التي استمرت حوالي ثلاثين عاماً لم يتخلف رحمه الله عن إمارة الحج إلا بعض المرات وقدرت بحوالي ست مرات، فقد ناب عنه في اثنتين منهما نائبه في الحجاز الأمير فيصل بن عبد العزيز، وأربع منها أناب عنه فيها ولي عهده الأمير سعود بن عبد العزيز.
وكان عدم قيام الملك عبد العزيز بذلك في تلك السنين، كان بسبب مرضه الشديد ورغبته بتوفير نفقات الحج، ليتم إرسالها إلى الفقراء والمحتاجين كما فعل في حج عام 1360 هجري، ومن الجوانب المهمة بشؤون الحج التي اهتم بها رحمه الله الجانب الصحي ففي هذا الشأن مثلاً حرص الملك عبد العزيز على تتبع الأحوال الصحية للحجاج وتفقد أحوالهم منذ أول عام للحج تحت رعايته، حيث خصص لذلك مقراً طبياً لمعاينة المرضى خاصة الفقراء منهم، وجاء في التعليمات الصادرة بهذا الشأن من جلالته لنائبه في الحجاز عام 1344 هجري.
حيث قال: تخبرون جميع مشايخ الطرفين على أنّه يلزم عليهم إنّ ينبهوا على جميع المطوفين الذي يغدوا عليه مريض من حجاجه، أن يلزم بخبر الدكتور خيري بالصحية حتى يحضر لمعاينته والكشف على وضعه، فإن كان المريض فقير الحال ويجب نقله الى الصحية نقلوه واجروا مباشرته، وإنّ كان ميسر الحال ويجب بقاؤه في محله فيبقا فيه ويعوده الطبيب في الأوقات اللازمة إليه، وكان المقصود إنّ تنبهون على جميع المطوفين بها، أيضاً جميع المطوفين الذي عنده حجاج ملزوم بخبر الصحية بهم وبعددهم، ومحلات سكناهم حتى تتمكن الصحية من الكشف على صحتهم وتعمل من التدابير اللازمة لحفظ صحتهم.
دلائل تاريخية تشير إلى اهتمام الملك عبد العزيز بالحج والحجيج:
ومن دلالات حرص الملك عبد العزيز رحمه الله على اهتمامه بالحج والحجيج وتركيزه على ما يصلح شؤونهم وتحسينها وجعلها على أفضل حال، قام الملك بالأمر في عام 1347 هجري بإنشاء مدرسة لتعليم المطوفين ونوابهم، بحيث يتلقون فيها دروساً في علم التوحيد والعبادات والمناسك وكيفية أدائها بناء على ما حفظة علماء السلف والأئمة الأربعة، كما يتعلمون فيها ما يجب على المطوفين لحجاج بيت الله الحرام من حسن الرفادة وتسهيل وسائل وطرق الراحة.
وفي العام نفسه تمّ افتتاح المدرسة كانت تتواجد بالمسجد الحرام، وتقرر أن تكون الدراسة فيها سنة واحدة ويبدو أنّ نجاح المدرسة في تقديم المفيد للمطوفين دفع المسؤولين بإلزام جميع المطرفين للالتحاق بها، حيث تقرر أنّه لن يسمح بعد عام 1348 هجري لأيّ مطوف أن يزاول عمله مالم يكن قد حصل على شهادة من هذه المدرسة، ودعماً وتشجيعاً للمدرسة صدر في العام نفسه قرار بتكليف مجموعة من كبار العلماء ورواد المعلمين للتدريس في هذه المدرسة.
وكان من دلائل اهتمام الملك عبد العزيز رحمه الله بشؤون الحج والحجيج، أمره في عام 1371 هجري بعدم فرض رسوم التي كانت تأخذ من الحجاج القادمين من الخارج، مقابل بعض الخدمات التي تقدم لهم والمعروفة باسم رسوم الحج، حيث تنازلت الحكومة عن حقها في ذلك، أمّا فيما يتعلق بحقوق المطوفين على الحجاج فقد ترك أمرها بين الحجاج وبين أرباب الخدمات المعنيين أنفسهم.
كذلك أصدر الملك عبد العزيز أوامره في عام 1370 ميلادي ببداية البحث عن عين أخرى مساندة لها، وتم في ذلك الوقت افتتاح المدن الجديدة أو العين العزيزية التي كانت خير رافد يمد الحجاج والمقيمين في مكة المكرمة بالمياه العذبة منذ عام 1371 ميلادي، وكذلك من نماذج اهتماماته في توفير مياه الشرب في جدة أمره بالاعتناء بعين الوزيريّة وإيصال المياه منها إلى جدّة عام 1353 هجري إلى بازان حلة المظلوم.
وفي ذلك الشأن يقول عبد العزيز ابن عمر أمير جدة في لك الوقت برسالة منه إلى الملك عبد العزيز: أقيمت حفلة توزيع ماء العين من المحل المذكور، وتليت الأدعية الخيرية لجلالة مولاي الذي كانت هذه المآثر الخيرية من جملة أياديه البيضاء على هذه البلاد، ومن ثم انصرف المدعوين وكل ما فيهم السنة شكر لله تعالى ودعاء لجلالتكم أدام الله توفيقاته على مولاي وأيده بعزه ونصره، وقد زادت مياه العين المذكورة بعد نزول الأمطار ولله الحمد.
اهتمام الملك عبد العزيز بالمواصلات والفنادق للحجاج:
لقد وجّه الملك عبد العزيز اهتمامه إلى مجال تقديم الخدمات ذات الكفاءة العالية في جميع ما يخص أمور الحجاج، فقد وجه أنظاره إلى الاهتمام بتوفير عدد كبير من الفنادق التي تضمن توفير سبل الراحة للحجاج. وفي الأوقات السابقة كان الحجاج يواجهون بعض الصعاب في إيجاد فنادق تصلح للمسكن ولم يكن هناك عدد كاف من الفنادق بالقرب من المسجد الحرام، وهذا جعل عدد الوافدين يقل سنة عن أخرى، ولكن بفضل مساهمات الملك عبد العزيز انقلبت جميع الموازين، فتم بناء العديد من الفنادق بجانب المسجد الحرام.
ولكن لم ينسى الملك عبد العزيز أنّ بعض الحجاج لا تستطيعون دفع تكلفة هذه الفنادق، فقام ببناء العديد من الفنادق التي يمكن اعتبارها بعيدة نسبياً عن المسجد الحرام، فقام بتوفير العديد من وسائل المواصلات المريحة وذات التكلفة المنخفضة والتي كانت أهم الأسباب التي أدت في إعادة توافد الحجاج من مختلف الأقطار العالمية للمسجد الحرام.
اهتمام الملك عبد العزيز بالأسواق الشعبية الخاصة بالحجاج:
ولكون الملك عبد العزيز على دراية بأنّ معظم الحجاج يرغبون بتقديم الهدايا عند عودتهم إلى ديارهم، فقام بإنشاء العديد من الأسواق الشعبية التي توفر كافة احتياجات الحجيج من بخور وعطور ومسابح وسجادات للصلاة وغيرها، وبالطبع كانت جميع هذه البضائع متوفرة بأسعار مناسب لكافة الحجيج.
ونستطيع أن نرى بعض المحال التجارية الشعبية في الأسواق التجارية الكبيرة، والتي لم يكن يتوافد إليها إلّا الطبقات العليا من المجتمع، فبذلك الوقت شهدت تلك الأسواق تزايد الإقبال من الحجيج.
وفي ذلك دليل وإشارة على تفكير الملك عبد العزيز الشامل لجميع الاحتياجات الممكنة للحجيج، وكذلك لم يغب عن أنظار الملك عبد العزيز أي من الطرق والوسائل التي من الممكن لها أن تخدم الحجيج في جميع المستويات.