من هو الحاجب المنصور
الحاجب المنصور هو أبو عامر محمد بن عبد الله بن أبي عامر، المعروف بالمصادر الإسلامية باسم الحاجب المنصور، كان الحاكم الفعلي للأندلس في أواخر القرن العاشر إلى أوائل القرن الحادي عشر، ولد محمد بن أبي عامر في عائلة عربية يمنية نبيلة من منطقة طرش.
كيف وصل الحاجب المنصور للخلافة
وصل إلى محكمة قرطبة عندما كان طالبًا يدرس الحقوق والآداب، استطاع الحصول على وظيفة بالقصر وبسبب كفاءته استطاع التدرج بالوظائف وكان ذلك في فترة حكم الحكم المستنصر بالله، كان الحاجب المنصور على قدر كبير من الكفاءة واستطاع إثبات وجوده مما أكسبه ثقة زوجة الخليفة الحكم التي تسمى صبح والتي سعت ليكون وكيلًا لولدها عبدالرحمن بعد وفاة الخليفة الحكم المستنصر بالله عام (976).
ومن بعد وفاة عبدالرحمن أصبح وكيلًا للخليفة هشام الثاني والذي كان يبلغ من العمر(12) عامًا، في غضون سنوات قليلة، استطاع شق طريقه وأصبح من ممتد النفوذ، مما أدى إلى القضاء على منافسيه السياسيين، وساعدته بذلك أم الخليفة.
بعد ذلك بعامين أصبح يعرف بالحاجب (لقب مشابه للصدر الأعظم في الشرق الإسلامي)، أو المستشار خلال السنوات الثلاث التالية، عزز سلطته ببناء قصره الجديد في ضواحي قرطبة، المدينة الزاهرة، وفي الوقت نفسه عزل الخليفة الشاب تمامًا، الذي أصبح سجينًا فعليًا في مدينة الزهراء، بعد وفاة الحكم الثاني.
عند عودته إلى قرطبة من معركة شنت بجنت، حيث سحق خصومه، وتولى لقب المنصور بالله، أصبحت قبضة المنصور على السلطة داخل الأندلس مطلقة الآن، كرس المنصور نفسه للغزوات العسكرية السنوية على الممالك المسيحية في شبه الجزيرة، نظم وشارك في (57) حملة وانتصر فيها كلها، ومن أجل هذه الحملات العسكرية التي كانت بهذا الحجم ضد الدول المسيحية، جلب العديد من المرتزقة الأمازيغ، مما أزعج النظام السياسي بمرور الوقت.
على الرغم من أن المنصور حارب بشكل أساسي ضد ليون وقشتالة، فقد فتح أيضًا برشلونة عام (985) وليون عام (988) وسانتياغو دي كومبوستيلا في غاليسيا عام (997)، وأخذ أجراس الكاتدرائية لتكون بمثابة فوانيس لمسجد قرطبة الكبير، عرف المنصور أهمية قبر القديس يعقوب، وأمر قادته بحماية القبر وجميع الأشياء المقدسة التي واجهوها احتراما للأديان الأخرى، كما شن المنصور عدة حملات ضد مملكة نافارا.