بريطانيا في ظل حكم جورج الأول

اقرأ في هذا المقال


حكم الملك جورج الأول لبريطانيا:

تولى الملك جورج الأول الحكم في بريطانيا أثناء فترة قيام الإمبراطورية الرومانية، ويعتبر من الملوك الذين تم ولادتهم في مملكة هانوفر والتي تقع ضمن أراضي الإمبراطورية الألمانية، أثناء فترة تولي الملك جورج الحكم تم تغيير أنظمة الحكم في بريطانيا، حيث تم تقليص السلطات الملكية للملك والتي أصبح معظمها بيط الوزراء ومجلس النواب.

بداية حكم الملك جورج الأول لبريطانيا:

في عام 1689 ميلادي تم تتويج جورج الأول أميراً لمملكة هانوفر، والذي تم انتخابه من قبل الإمبراطورية الرومانية المقدسة، وعندما تولى الحكم كانت من أول اهتماماته الرياضيات والفلسفة والفنون والموسيقى، خلال تلك الفترة كانت الملكة “آن” تتولى عرش حكم أسكتلندا وإنجلترا، ولم يكن مرغوب فيها، فطلبت كلاً من إنجلترا واسكتلندا بأن يتم منحهم حرية التجارة، ومن ثم تم الاتفاق إلى انضمامهم إلى بريطانيا وتشكيل إمبراطورية بريطانيا العظمى، لتصبح بذلك أهم منطقة تجارية في أوروبا.

قام الملك “جورج الأول” بالمطالبة بتوليه الحكم بعد الملكة “آن” الحكم، على الرغم من القوانين التي كانت تنص على منع الكاثوليك تولي الحكم في بريطانيا، وتم تشكيل أحزاب تطالب بتولي الحكم في بريطانيا، فكان حزب المحافظين يرى بأنّ عائلة “آل ستيورات” هم الأحق في تولي العرش في بريطانيا، وبدأت الصراعات بعد ذلك على الأحزاب لتولي الحكم في بريطانيا، وتم اختيار الملك جورج الأول ليكون ملكاً على بريطانيا و أيرلندا وإنجلترا، وكان الملك جورج في ذلك الوقت يقيم في ألمانيا.

عندما تولى الملك “جورج الأول” الحكم في بريطانيا تم إصدار قانون يمنع الملك من مغادرة بريطانيا دون أخذ الإذن الرسمي من البرلمان البريطاني، في عام 1715 ميلادي تم إجراء الانتخابات، وتم فوز حزب الأحرار، ويؤدي ذلك إلي قيام الثورة اليعقوبية وبدعم من حزب المحافظين، والمطالبة بتنحي الملك “جورج الأول” عن الحكم، وبدأت التمردات في إنجلترا واسكتلندا والتي لم تحقق النجاح المطلوب، وتم قمعها ليبقى الملك “جورج الأول” ملكاً على بريطانيا العظمى، وقام أعضاء الأحزاب المتمردة بالفرار إلى فرنسا.

بدأ حزب المحافظين بالوقوف ضد الملك “جورج الأول” وحاولوا بشتى الطرق تولي الحكم، الأمر الذي دفعه إلى جعل حزب الأحرار يتولى السلطة في بريطانيا، وتمكن حزب الأحرار من السيطرة على الحكم بشكل كامل في بريطانيا؛ ممّا جعل حزب المحافظين ليس له وجود في الحكم البريطاني، في تلك الفترة كانت هناك عدة صراعات بينه وبين الأمير “أغسطس” والذي كان أميراً على ويلز، والذي قام بتغير القوانين التي فرضها والده، والتي كان منها حرية الأديان في بريطانيا وتوسيع أراضي بريطانيا على حساب السويد.

على الرغم من الخلافات بين الملك “جورج الأول” وبين الأحزاب على تولي الحكم، سادت فترة السلام في بريطانيا، أما بالنسبة للسياسية الخارجية للملك “جورج الأول” فقام بتشكيل تحالف رباعي مع إسبانيا والإمبراطورية الرومانية المقدسة وهولندا وفرنسا، وبدأت بعد ذلك حرب الخلافة الإسبانية، ليتم من خلالها تنحي الملك الإسباني عن حكمه؛ ممّا دفع إسبانيا الوقوف إلى جانب اليعاقبة ودعمهم في ثورتهم في أسكتلندا، فقامت إسبانيا بإرسال الجنود الإسبان للوقوف إلى جانب الثوار.

قامت إسبانيا بالوصول إلى الساحل الأسكتلندي وتمت محاصرته، وقامت فرنسا بالوقوف إلى جانب أسكتلندا في حربها ضد إسبانيا، لكن لم يتمكن الثوار من هزيمة الجيش البريطاني وتم انسحاب الجيش الإسباني، في ذلك الوقت بدأت حرب الشمال العظمى والتي كانت بين روسيا والسويد، وتمكنت مملكة هانوفر من خلال تلك المعركة الحصول على بعض المقاطعات في بروسيا، وتم إعطاء السويد التعويض المالي بدل الخسائر المالية التي تعرضوا لها في الحرب.

كانت مملكة هانوفر تقع تحت الحكم الكامل للملك “جورج الأول”، فكان يقوم بتعيين الأمراء والضباط فيها، وبدأت مملكة هانوفر تعاني من مشاكل مالية والتي لم تكن الحكومة تقوى على سدادها؛ ممّا دفع الملك إلى اتخاذ إجراءات جديدة ومنها منع تعيين المزيد من النبلاء؛ وذلك من أجل توفير نفقات الدولة، وقد أدت الأزمة المالية إى إضعاف هيمنة الملك “جورج الأول”، وانتشرت الشركات البريطانية التي كانت تقوم بأعمال الاحتيال والتي حاولت الاحتيال على الملك “جورج الأول” واتهامه بالرشوة.

على الرغم من فترة الحكم الطويلة للملك “جورج الأول”، إلا أنّه كان غير مرغوب فيه لدى الشعب البريطاني؛ وذلك لأنه كان يرون فيه صفات الألمان ولم يكن يتعامل بالطريقة السليمة التي يتعامل بها الملوك؛ بالإضافة إلى الوضع الاقتصادي السيء التي مرت بها بريطانيا خلال فترة حكمه.


شارك المقالة: