بناء المنظمات وقيم التقدم:
لا وجود لثقافة دون قيم تحدد الأفعال المحبب فيها والمنفر منها، كذلك ولا وجود تقدم لا يقوم على منظمات فاعلة في كل مناشط الحياة تقوم على قيم إيجابية، وثقافة دافعة، لذلك لا بد وأن نوضح كيف يتم بناء المنظمات وكيف تتولد القيم الإيجابية فيها.
كذلك يوجد عدة محاور يتم من خلالها تصميم وبناء المنظمات الثقافية على أساسها، ومن خلال هذه المحاور تُستمد كل القيم التي تشكل القوى الدافعة للاستمرارية والنمو والتطور، وأربع قيم أساسية إن لم توجد مجتمعة في المنظمة للتقدم وربما تخرج من دائرة النشاط والوجود.
محاور بناء المنظمات:
تشترك كافة المنظمات الاقتصادية بل ربما جميع المنظمات على الإطلاق عند تصميمها وبنائها في المحاور البنائية التالية:
1 – التجمع البشري:
فالمنظمة أيا كانت مدى فعاليتها أو توسع مجالاتها فهي عبارة عن تجمع بشري في مكان معين أو أماكن محددة، ومعنى كلمة بشري أو إنساني أن هذا التجمع طبيعته التفاعل والتبادل، وكذلك التأثير وإمكانية قبول القيادة والإدارة والتوجيه والتنظيم والانضباط.
وكذلك إمكانية التقارب والتوافق والالتفاف حول هدف معين، كذلك والسعي إلى تحقيقه بشكل كامل، والكلمة أو المصطلح تشير أيضاً في هذا التجمع إنسان له دوافعه بشري أو إنساني، إلى أن كل مفردة وحوافزه وملكاته وقدراته التي قد تختلف عن الآخرين في هذا التجمع البشري، وفي نفس الوقت كل أفراد هذا التجمع قابلين تماماً للإدراج والتوحد في كيان واحد هو المنظمة.
2- الغرض:
الغرض يمثل بشكل رئيسي أساس عملية التناسق والتوافق الإنساني وأساس تجمعه وتوافقه ضمن توافق كيان التقدم، وغالباً عملية تقديم خدمة للمنظمة ما يكون الهدف منها هو تقديم سلعة قائمة أسس اقتصادية، من هذا الغرض تنبع كل الرؤى وكل الاستراتيجيات والأهداف والخطط والبرامج.
3- القيادة:
القيادة هي وحدها التي تترأس بشكل مطلق عملية تحقيق الهدف المطلوب من المنظمة، كذلك عملية توضيح وتحقيق كافة الأهداف القيادية التي تستمد من هذا الغرض، والتي تفقد شرعية وجودها لو فشلت وأخفقت في تحقيق الأهداف.
4- النظم والأنساق:
المحور الرابع في تكوين المنظمة من أهم المحاور، وهذا المحور يتم من خلاله ترجمة الغرض، الذي يقود إلى مجموعة من الأنشطة الفنية والاقتصادية والإدارية التي تتبدل بدورها إلى نظم وأنساق يتم فيها تحديد المدخلات والعمليات والمخرجات لكل نظام.