تأسيس وتاريخ مدينة باراناك الفلبينية

اقرأ في هذا المقال


تأسست مدينة باراناك في عام 1572 ميلادي، نظراً لأنّ المكان كان قريباً جداً من البحر فقد كان باراكينيوس يتاجر كثيراً مع الصينيين والإندونيسيين والهنود والماليين، في ذلك الوقت كانت الوسائل الرئيسية لكسب الرزق هي صناعة الملح وصيد الأسماك وزراعة الأرز وصنع الأحذية وصنع النعال والنسيج.

تأسيس مدينة باراناك الفلبينية

يعود تاريخ مدينة باراناك إلى عام 1580 ميلادي، وذلك عندما تم تعيين دييغو دي إسبينار وهو مبشر أوغسطيني سابقاً أو رئيساً للدير أو المنزل الديني في المدينة بصفته كاهناً مقيماً، أسس دار الإرسالية هناك مع وصول سلطته الروحية إلى كاويت في مقاطعة كافيت، وافق مجلس المصطلحين على تأسيس مدينة باراناك كمدينة مستقلة، تم إحضار صورة راعية باراناك نيستورا إلى كنيسة سيت وكان على سكان البلدة أنّ يلعبوا دوراً مهماً في تاريخ الفلبين.

أثناء غزو القرصان الصيني لأراضي مدينة باراناك في عام 1574 ميلادي ساعد سكان باراناك ولا سيما سكان بارانغاي دونغالو، بشكل بطولي في منع الهجوم في مدينة مانيلا أصبح هذا معروفاً باسم حادثة البحر الأحمر بسبب الدماء التي سالت نتيجة دفاع الأهالي من باريو ستا مونيكا الاسم السابق للبارانجاي، وعندما غزا البريطانيون مدينة مانيلا في 1762 ميلادي ظل سكان البلدة مرة أخرى موالين للمستعمرين الإسبان وخاصة الأوغسطينيين، ومع ذلك أظهر الغزو أن قوة الإسبان لم تكن لا تُقهر وبعد أكثر من مائة عام ثبت أن هذا صحيح ثم جاءت الثورة الفلبينية.

في نهاية القرن التاسع عشر ميلادي أدرك الإسبان أن المدينة كانت بوابة عملية إلى مدينة كافيت وكانت معقل كاتيبونيروس الثورين على عكس المتمردين المتمركزين في مدينة كافيت فقد رأوا المدينة كبوابة إلى إنتراموروس مقر الحكومة الإسبانية في مانيلا باراكينيوس البارزين، مثل مانويل كويوغ والكاهن العلماني الأب بيدرو داندان، أصبحوا شخصيات ثورية رائدة. عندما تولى الأمريكيون مقاليد الأمور كانت بارانيا واحدة من أولى المدن التي كان لديها حكومة بلدية.

أثناء الاحتلال الياباني زود بارانيك بقيادة حركة حرب العصابات، بالإضافة إلى الطعام والأسلحة كانت مدينة باراناك واحدة من أولى المدن التي تم تحريرها وساعد مقاتليها في تمهيد الطريق أمام القوات الأمريكية لدخول مدينة مانيلا، كما يمكن استخلاصه مما سبق، فإن مدينة باراناك كانت وما زالت تلعب دوراً استراتيجياً في التقدم السياسي والاقتصادي للفلبين، وميزة أخرى بارزة لهذه المدينة التاريخية على الخليج هي زراعة تقاليدها الثقافية من بين أمور أخرى تستمر في جذب السياح المحليين والأجانب على حد سواء خاصة خلال أشهر الصيف.

تسمية مدينة باراناك القديمة

  • تعد مدينة باراناك من بين أقدم المدن في الفلبين، والتي يعود تاريخها إلى العصر الحجري والعصر البرونزي، وتشتهر مدينة باراناك بوجود الآثار القديمة كما قام فيها الكثير من الشعوب، الأمر الذي جعل منها مدينة ذات تنوع ثقافي ولغوي.
  • إن الاسم القديم لمدينة باراناك يعني حبيبي من بين تعريفات أخرى بقدر ما يتعلق الأمر بسكانها، فإن هذا يصف بشكل أفضل عاطفتهم تجاه مسقط رأسهم، نسخة أخرى جاءت من مزيج من المصطلحين بالايان وبلالا ياغ، فالأولى تعني حقول الأرز التي كانت المدينة تزخر بها ذات يوم، والأخيرة تتعلق باحتلال العديد من سكانها للإبحار وصيد الأسماك، كان هذا أيضاً علامة على التعاون وحسن النية بين قطاعي العمل الرئيسيين في المدينة ما بين المزارعين والصيادين.
  • كما أن هناك اسم معنى آخر لام بمدينة باراناك الذي يعني نقطة الملاحة، أدى المزيد من المعاني للكلمة في وقت لاحق إلى كلمة باراناك، يعتقد أحد المؤرخين أنّ اسم المدينة ربما جاء من مصطلح بالانس الذي يعني سهل مسطح واسع، وهو الوصف الجغرافي لباراناك، وهناك معاني أخرى للمدينة والذي يعني مسابقة الشعبية، وهو مصطلح أصلي لمنتج الصدف الذي كان مصدر رزق لسكان المدينة الأصليين.

تاريخ مدينة باراناك القديمة

هناك العديد من الروايات حول كيفية حصول مدينة بارانيك على اسمها، ذكرت إحدى هذه القصص أنه منذ فترة طويلة عند مصب ما يعرف الآن باسم نهر باراناك كانت هناك شجرة باليت تبدو عند رؤيتها من بعيد وكأنها سفينة مهيبة، هذا أكسبها اسم باراناك والذي يعني نقطة الملاحة.

نسخة أخرى من القصة كانت أنّه قبل وصول المستعمرين الإسبان إلى الفلبين كان هناك بعض السكان الأصليين الذين يعيشون بالقرب من خليج مانيلا، وكان مصدر رزقهم الرئيسي هو صيد الأسماك أو أسماك الباغلاياغ، من ناحية أخرى كان المكان المجاور من الشرق المسمى مونتغيا مزارعي الأرز الذين يشار إليهم باسم تاغا بلين.

ذات يوم أقام الصيادون ومزارعو الأرز وليمة وشرب الكثير منهم من نبيذ توبا أو نبيذ جوز الهند المخمر، اقترح أحد المزارعين أنّه ينبغي عليهم تسمية المكان بأكمله بالايان كدليل على التعاون وحسن النية بينهما، ومع ذلك احتج أحد الصيادين وقال إنّه ينبغي عليهم تسميته باراناك بدلاً من ذلك كحل وسط وافقوا على دمج هاتين الكلمتين وتوصلوا إلى باراناك، ومع ذلك صرخ ضيف آخر مخمور مابوهاي أنغ بالانياغ في أنغ ماجا تاغا بالانياغ، أحب الباقون هذه الكلمة بشكل أفضل ومنذ ذلك الحين أطلق على المكان اسم باراناك.

في قصة أخرى توارثتها الأجيال عندما غزا الإسبان الفلبين طلب بعض الجنود الذين يركبون عربة تجرها الخيول نقلهم إلى مكان معين، ومع ذلك لم يفهم المدرب طريقة نطق الجندي الإسباني، عندما وصلوا قال أحد الجنود باري كوي أي توقف هنا، لم يفهم المدرب واستمر في ذلك بينما كرر الجندي أيضاً تعليماته غادر الحافلة العربة وأخبر سكان البلدة أنّ هؤلاء الإسبان يقولون مراراً وتكرارًا كلمة بارا آنيا الفقرة الآنية التي ضحك عليها سكان البلدة للتو، تم تداول الحادثة وتكررت لعدة أيام وظل مصطلح الفقرة الآنية عالقاً إلى وقتنا الحالي.


شارك المقالة: