تاريخ أرض فلسطين المباركة:
إنّ المصادر التاريخية جميعها تشير إلى الفضل الكبير الذي تتمتع به الأرض التي يتواجد بها بيت المقدس، بحيث نلاحظ ذلك من خلال النصوص القرآنية والسنة، ولا شك إنّ هذا الفضل يرجع لأزمان قديمة، ففي هذه الأرض نشأ ومات كثير من الأنبياء والرسل، وكانت مهبطاً لكثير من الرسالات والوحي وبها وقعت أكبر الأحداث التاريخية القديمة، فقد ذكر في القرآن والسنة الكثير من الدلالات التي تشير إلى قدسية تلك الأرض وبركتها في القديم والحديث.
فنشير هنا إلى أنّ الاتجاه إلى بيت المقدس کان بعد وصول النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة، فقد استمر ذلك لمدة لا تقل عن 10 شهور، وكان يكثر الدعاء إلى الله تعالى أن يوجهه إلى الكعبة التي هي قبلة إبراهيم عليه السلام، فاستجاب الله دعوته بالتوجه إلى ذلك البيت، فخطب رسول الله صلى الله عليه وسلم للناس وأخبرهم بذلك.
وكان أول صلاة صلاها إلى القبلة الجديدة صلاة العصر، كما تم ذكره في الصحيحين، بحيث ذكر أحد المفسرين أنّ تحويل القبلة نزل على رسول الله وقد صلى ركعتين من الظهر وذلك في مسجد بني سلمة، فسمي بذلك الوقت مسجد القبلتين، وأما أهل قباء فلم يبلغهم الخبر حتى صلاة الفجر من اليوم الثاني.
تاريخ فلسطين القديم:
إنّ أول القبائل التي سكنت في أرض فلسطين لم تكن محددة بشكل مباشر، ولا يوجد دليل يحدد تاريخاً ما لها، ولكن أول الدلائل تدل على إنّ أول من سكن فلسطين في القرن الرابع عشر قبل الميلاد هم مجموعة قبائل تسمى النطوفيون، ولهم آثار تدل عليهم، ولكن آثارهم هي أول الآثار التي تشير إلى أول استيطان في أرض فلسطين.
وفي القرن الثامن قبل الميلاد تشير أول المصادر التاريخية إلى وجود معالم تعود إلى مدينة تسمى في الوقت الحالي أريحا، فقد يشير بعض الباحثين إنها من أقدم المدن في العالم، وإنّ المصادر لا تشير على إنها مدينة بمعناها الكامل، بينما تشير إلى بداية استقرار الانسان في مباني ومساكن.
وفي ذلك الوقت كانت الناس ترحل من مكان لآخر، وذلك من أجل البحث عن مقومات الحياة من الماء والحطب، إلا أنّ حياة الاستقرار بدأت في القدم وظهرت أول دلائل لها في أريحا، ولكن أيضاً لا يعرف من سكن هذه المباني أو أصل ساكنيها ومكان قدومهم.