الإعلان الفرنسي لاستقلال لبنان:
في عام 1941 وفي فترة سيطرة القوات الفرنسية المشتركة على الأراضي اللبنانية ورغبتها في احتلال لبنان، قام الجنرال كانتور بالإعلان عن انتهاء نظام الانتداب، وأنّ كل شعب مستقل يتمتع بسيادة مطلقة خاصة به، وأمامه فرصة تحقيق وحدة كاملة ضمن إطار دولة واحدة أو قيام دولتين منفصلتين.
إنّ الاستقلال تجسد بمعاهدة تنص وتضمن من خلالها عملية تبادل المصالح المشتركة بين البلدين، وسوف تبدأ المفاوضات بمجرد أن تتيح الفرصة لهم بذلك، وإنّ مسعى إنجلتراوفرنسا يتجسد في منع اتخاذ لبنان قاعدة هجوم ضدها.
ولکي يمنح الجنرال کاترو بيانه إطاراً قوياً وبياناً يتقبله المواطنون، فقد عمل على التأكيد بأنّ الحكومة البريطانية بالاتفاق تضمن للبلدين جميع الحقوق التي يتمتع بها العالم الحر الذي يقف بجانبهما، بالمقابل فإنّ الحصار المفروض على البلدين سوف يرفع وسوف تستأنف مفاوضات مستعجلة تتيح للبنان الانضمام إلى منطقة الإسترليني، مما سيحقق الكثير من التطورات الاقتصادية والحصول على أرباح كبيرة بسبب عمليات التصدير والاستيراد.
إنّ ذلك الإعلان الذي قامت طائرات الحلفاء بعملية نشره وتوزيعه على جميع المناطق اللبنانية لم يكن جيداً، ولكن كان بهدف الاستهلاك المحلي وتسهيل دخول جش الحلفاء إلى الأراضي اللبنانية والسورية، وقد كان لهذا الإعلان نتائج إيجابية بشكل خاص على الشعب اللبناني، حيث فتح المجال الكبير أمامها.
حتى أنّ جنود الجنرال کاترو قد استقبلوا استقبال الفاتحين في معظم المناطق اللبنانية. وأثبتت المسائل التي وقعت بعد ذلك التصريح إنّ فرنسا قد تراجعت منذ بداية استقرار جنودها في لبنان عن الموقف الذي اتخذته، وكان يتلخص بقيام إنجلترا بالوقوف في جانب الاستقلال، فأعلنت بياناً يؤكد هذا الموقف.
الإعلان البريطاني حول استقلال لبنان:
لم ينحصر أمر إعلان استقلال لبنان على الجانب الفرنسي فقط، بل كان على إنجلترا قيامها بعملية تثبيت وجودها في أمر مهم مثل هذا، وحتى لا يقال في الأوساط الشعبية في البلدين إنّ الاستقلال قد منح من فرنسا فقط، لذلك سارع السيد مایلز لامبسون البريطاني المتواجد في القاهرة في عام 1941 بطرح بيان باسم الحكومة البريطانية استعرض فيه بيان الجنرال کاترو، وأعلن أنّ إنجلترا ترغب وتقف بجانب ذلك الاستقلال، الذي أعلنه الجنرال کاترو، ويؤكد بأنّه في حال انضمام سوريا ولبنان، سوف تقوم حكومة إنجلترا بمنحهم جميع المزايا التي تتمتع بها البلاد التي تقف الى جانب الحلفاء.