تاريخ التطور الاجتماعي في دولة البحرين

اقرأ في هذا المقال


التطور الاجتماعي في دولة البحرين:

كانت دولة البحرين منذ ظهور الإسلام يسكنها الكثير من السكان من مختلف الأجناس، فكان منهم العرب يشكلون الأغلبية الكبرى من السكان، ومعظمهم من قبائل عبد القيس وبعض قبائل تميم وبكر بن وائل، وكذلك كان يسكنها قبائل من غير العرب منهم الفرس والزط والسبابجة، حيث كانوا متواجدين في دولة البحرين عند ظهور الإسلام، أما الفرس فقد كانوا من القبائل التي قدمت إلى البحرين مع السلطة الفارسية وكانت منهم جماعة جاءت لتحقيق غاية وهي بناء حصن المشقر في دولة البحرين الذي أمر به کسرى.

وتشير المصادر التاريخية أنّ الذي قام في بناء حصن المشقر، هو رجل من أساورة كسرى يعرف باسم (بك بن ماهبوذ)، فقد قام في جلب العديد من العمال معه من فارس لبناء هذا الحصن، وأنّ هؤلاء العمال في ذلك الوقت طلبوا منه بأن يسمح لهم بمجيء عائلتهم معهم؛ حتى يتمكنوا من الاستمرار بالبناء، فالتحق بهم نسائهم وسكنوا في دولة البحرين حتى كونوا طبقه معروفه تقيم في هجر.

فقد وجدت في دولة البحرين جماعة من الفرس كانوا مكلفون في القيام بمهمة الحراسة لحصن المشقر بعد عملية إتمام بناء ذلك الحصن، وكان يطلق عليهم اسم الأساتذة، أما الزط والسبابجة فهم قبائل من سكان البحرين الذين قدموا من بلاد السند والهند وتنسب إليهم الثياب الزطية.

وعلى ما يبدو أنهم كانوا يشكلون قوة عسكرية كانت تخدم في الأسطول الساساني عند سواحل الخليج العربي، كانوا مكلفين في مهمة حاميه مدينة الخط عند ظهور الإسلام، وقد انضموا الى المرتدين في البحرين عند ثورتهم، وبعد فترة استكمال الفتوحات الإسلامية لا نلاحظ وجود ذكراً للزط والسبابجة في دولة البحرين.

فقد تشير المصادر بأنّهم قاموا بالرحيل إلى  البصرة منذ أيام أبو موسى الأشعري، وأنهم أصبحوا يخدمون فيها، حيث تولوا أعمال الحراسة على بيت المال ودار الأمارة والمسجد.

كانت هذه أبرز فئات السكان المتواجدة في دولة البحرين، وتعتبر البحرين من المناطق الكثيفة بالسكان في جزيرة العرب في ذلك الوقت، حيث توفرت فيها المياه والزراعة؛ بسبب وقوعها على ساحل الخليج العربي وهذا ما جعلها منطقة حضاریة، فقد كانت تقوم في توفر الغذاء والزراعة سواء من المنتجات الزراعية أو من النشاط البحري من صيد الأسماك واللؤلؤ.

تطور المشاركة الاجتماعية للمرأة في دولة البحرين:

إنّ أهم العوامل التي تؤدي إلى ازدهار المجتمعات هي تكاتف أبناء تلك المجتمعات من الرجال والنساء، بتطبيق مبدأ المساواة بينهم، حيث أنّ المرأة تعتبر نصف المجتمع، فقد شاركت المرأة في دولة البحرين منذ بداية التاريخ في بناء وإعمار مجتمعها بجانب الرجل، وكانت عصور النهضة السياسية والثقافية والاقتصادية في دولة البحرين مرتبطة بشكل كبير بنهضة اجتماعية تعطي المرأة في دولة البحرين حقها ومكانتها في المجتمع.

إنّ المرأة في دولة البحرين منذ أقدم العصور تعمل بجانب الرجل في بناء مجتمعهم، وكان الدليل على ذلك من خلال مشاركة المرأة في شتى القطاعات السائدة بالدولة، إنّ المشاركة الاجتماعية والسياسية بمفهومها العام لا تعني مشاركة المرأة في دولة البحرين فقط في الانتخابات البرلمانية، بل إنها تضم مشاركتها في صنع القرار ومشاركتها في عملية التنمية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، بالإضافة إلى مشاركتها في منظمات المجتمع المدني التي تتخذ من الديمقراطية المرتكز الأساسي لعملها.

إنّ عملية المشاركة الاجتماعية مستمرة لا يمكن حصرها في الانتخابات ودخول المجالس البرلمانية، بالرغم من اعتبار بالوقت الحاضر أبرز وأهم أشكال الديمقراطية في المجتمعات، فقد شكلت قضية المشاركة السياسية الاجتماعية للمرأة في البحرين أهم المطالب الشعبية الرئيسية في مرحلة ما قبل ميثاق العمل الوطني، وكان ذلك تعبيراً عن اعتراف المجتمع البحريني بالشكل الرسمي للدور الذي لعبته المرأة  في دولة البحرين في مختلف جوانب الحياة الاجتماعية والاقتصادية.

بداية المشاركة الاجتماعية للمرأة في البحرين:

لقد كانت البداية الحقيقة لمشاركة المرأة الاجتماعية في دولة البحرين أهم العوامل المشرفة للبحرين، وإنّ المرأة البحرينية كانت قريبة بشكل مستمر من التطور المجتمعي القائم، فقد كانت عنصر متفاعل بشكل كبير في المجتمعات، وكان ذلك التفاعل ملحوظ في جميع الجوانب الاجتماعية الثقافية السياسية والاقتصادية.

لقد قامت المرأة في المشاركة في العديد من الصناعات والمهن التي كانت لا تتماشى مع طبيعة مجتمع دولة البحرين التقليدي، ومع مرور الوقت تغيرت تلك الأفكار فقد عملت المرأة في مهنة الغوص، وكذلك عملت في مهنة الخياطة والتطريز المنزلي وتربية الدجاج والمواشي، كما خدمت المرأة في بيوت الأسر الميسورة وعمل عدد منهن كمعلمات لتحفيظ القرآن وأخريات في التطبيب الشعبي والتوليد، بالإضافة إلى عملهن في مهنة الصيد، وفي ذلك دليل على مشاركة المرأة للرجل في جميع الأمور التي كانت لا تمارسها في القديم.


شارك المقالة: