تاريخ الحكم الإغريقي والروماني والأنباط في فلسطين

اقرأ في هذا المقال


حكم الإغريق في فلسطين:

في عام 332 قبل الميلاد قدم رجل من أبرز رجال التاريخ وهو الإسكندر المقدوني، بحيث ذكره بعض المفسرين بأنه ذا القرنين، وفي الواقع كانت هناك مجموعة من الدلائل التاريخية التي تشير إلى ذلك، على الرغم من وجود العديد من الاعتراضات بسبب وجود آثار لآلهة في عهده، ولكن ذلك لا يعني أن تكون آلهته هو تحديداً، بل قد تكون لقبائل عاشوا في ذلك الوقت يعبدون تلك الآلهة .

وفي فترة حكم الإسكندر المقدوني ظهر وجود تماثيل لم يكن ظهورها محرماً في عهده، وكانت التماثيل في زمن سليمان عليه السلام مباحة ومنتشرة بين الناس، ولكن تم تحريم التماثيل في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، وأياً كان من أمر فإنّ الإسكندر المقدوني مشهور جداً وتاريخه محفوظ ومعروف، فقد كان حاكم الإغريق المعروف في تلك الفترة، وبناءً على الأبحاث التي أجريت عن الإسكندر فقد وجد 124 ألفا بحث مختص به.

إنّ تاريخ هذا الرجل حافل وشامل بشكل كبير جداً، وانتصاراته وفتوحاته أغرقت كتب التاريخ في الغرب والشرق على حد سواء، وأكثر ما كان بارزاً منها هي حملاته الثلاث في الفتوحات، والذي يهمنا من تاريخ الإسكندر هو إحدى حملاته الثلاث تلك، والتي ذهب بها إلى بلاد الشام ماراً في فلسطين، وفي أثناء ذلك قام بافتتاحها، وفي تلك الحملة افتتح أيضاً كل من الهند وإيران والعراق والشام ومصر، وفي ظل ذلك دخلت فلسطين في حكم الإغريق.

حكم الأنباط في فلسطين:

استمرت فلسطين في ظل حكم الإغريق الى أن توفى الإسكندر المقدوني في 323 قبل الميلاد، وفي تلك الفترة انقسمت وتفككت دولة الإغريق، بحيث بقيت المناطق التي قام بافتتاحها تابعة لحكم الإغريق بشكل عام، وبسبب ذلك الضعف التي عانت منه الدولة الإغريقية استغل الأنباط  العرب والذين كانت عاصمتهم البتراء وهي مدينه مشورة إلى يومنا هذا، هذا الخلل فتجمعوا على الجهة الجنوبية من فلسطين ومدوا نفوذهم عليه وأصبح تابع لهم. وفي تلك الفترة تمكن الأنباط من السيطرة على معظم مناطق فلسطين، فقد استمروا على ذلك حتى عام 200 قبل الميلاد، أي بقيت فلسطين تحت سيطرة الأنباط مدة 100 عام تقريباً.

بداية سقوط الدولة الإغريقية في فلسطين:

بعد ضعف الدولة الإغريقية وتشتتها ظهرت منها عدة جماعات، كان من أبرزهم السلوقيون، وهم من الجماعات والقبائل التي انقسمت من الدولة الإغريقية والتي دخل فيها الكفر والانحلال، بحيث تمكن السلوقيون من مد نفوذهم على تلك المناطق، وبدأوا يضطهدون اليهود اضطهاداً قوياً، حتى أنّ حاكمهم أجبر اليهود على عبادة زيوس، وزيوس هو أحد الآلهة الأوليمبية عند  الدولة الإغريقية.

إنّ الدولة الإغريقية مشتهرة بتواجد آلهة كثيرة جداً لها، من أشهرها الآلهة زيوس، فقام حاكمهم في عملية اجبارهم على عبادته بدل أن يعبدوا يهود، وهو باعتبارهم لهم يعني الله في اللغة العبرانية، وتحت الضغط ترك أكثرهم عبادة الله عز وجل واتجهوا لعبادة زيوس.

بحيث بدأت الطقوس الإغريقية تنتشر بين اليهود بشكل كبير، مما أدى إلى انقسام اليهود إلى قسمين الأول: قسم اتبعوا الإغريق ويسمون اليهود الإغريقيون، والثاني قسم تمسكوا وبقوا على دينهم، فقد دافعوا عنه أمام اضطهاد السلوقيون، بحيث عرفوا هؤلاء بالمكابيين نسبة إلى القبيلة التي بقيت على دين اليهود، وهي القبيلة المكابية، والذي بقي اتباعها على الدين اليهودي ويقودهم يهودا المكابي.

حكم الرومان في فلسطين:

إنّ الرومان أحد القبائل التي دخلت القدس وهم من أصل إيطالي، حيث قرروا في تلك الفترة من التوسع، فبدأوا في أخذ دولة الإغريق مملكة لهم حتى وصلوا إلى بلاد الشام فاحتلوها، ومن ثم دخلوا إلى القدس فتمكنوا من السيطرة عليها في عام 63 قبل الميلاد، فقد قاموا بعدها بتعيين كاهناً عليها اسمه ريسونك، فقد أصبح هذا كاهن كبيراً لليهود واستمر الحكم فيهم لمدة 23 عام.

وفي تلك الفترة قام الرومان بتعيين ملكاً لليهود اسمه هيرودس، والذي كان متعارف عليه في التاريخ باسم هيردس، وفي التاريخ العربي باسم هيرود، ولكن لم يكن ذلك الملك من الأسرة المكابية الحاكمة، بل تم اختياره من قبل الرومان.

فكان موالياً لهم، ولكي يتمكن من تثبيت مكانته بين اليهود وتحقيق تبعيتهم له، أعاد تجديد الهيكل وضاعف مساحته، بحيث أصبحت هذه المنطقة والأردن وفلسطين في عهده منطقة تنافس بين الرومان والفرس، ففترة تقع تحت نفوذ الفرس وفترة تحت نفوذ الرومان.


شارك المقالة: