تاريخ الطوائف في لبنان

اقرأ في هذا المقال


الطوائف في لبنان:

إنّ الطوائف في لبنان تنقسم إلى قسمين أساسين، وهما الطوائف المسيحية والطوائف الإسلامية، بحيث ينقسم كل منهما إلى عدد من المذاهب المختلفة، وتحكم كل منها مجموعة من المبادئ والقواعد الأساسية والتي تسير جميعها تحت شعار خاص بها.

الطوائف المسيحية في لبنان:

الموارنة:

إنّ طبيعة لبنان منذ القدم تنحصر في إطار جبلي، فقد كانت تحتوي على اختلافات في المكانة الدينة والمعتقدات، فقد نشبت حروب كثيرة بينهم وبين الدول المجاورة لهم، مما أثر في أخلاق وطباع الموارنة، كما كان للبعثات التبشيرية والفرنسية بشكل خاص أثر كبير في ثقافة الموارنة.

فقد ازداد تأثير ذلك بعد إعلان فرنسا قيامها بحماية الكثلكة في الشرق، بعد دخول جيوشها لبنان في بداية النصف الثاني من القرن العشرين. وقد منحت فرنسا للموارنة ثقافة أجنبية لم تمنح لبقية السكان، حيث اتجهت فرنسا في تلك الفترة إلى إعلان الانتداب الفرنسي على لبنان.

الروم الأرثوذكس:

إنّ الروم الأرثوذكس تختلف بشكل كلي عن أوضاع الموارنة في الجمهورية اللبنانية، فالروم الأرثوذكس ينتسبون إلى العرب، فقد كانوا ينتمون إلى الغساسنة الذين كانوا يتواجدون في سوريا عند الفتح العربي وقدموا المساعدة للفاتحين العرب ضد الرومان، وفي تلك الفترة تغلبت عنصريتهم على دينهم، فأسلم جزءاً منهم وبقي جزءاً آخر على دينه القديم، بحيث اندمج الجميع بشكل كبير في المجتمع الإسلامي.

 الروم الكاثوليك:

إنّ الأشخاص التابعين إلى هذه الطائفة ينتمون أساساً إلى الكنيسة الأرثوذكسية، ثم بعد فترة من الزمن قاموا في الانشقاق عنها، واعتنقوا الكثلكة، بحيث استمروا في احتفاظهم باسمهم القديم الروم بالإضافة إلى استبدالهم اسم الأرثوذكسية بالكاثوليكية، ولهم بطريرك يستقر في بیروت.

وإنّ أهمية تلك الطائفة لا تنحصر فقط في كثرة عددها، إنما تكمن أهميتها بتميز معظم أفرادها بالغنى وتولي المناصب المهمة، ويمثل هذه الطائفة في المجلس النيابي 6 نواب، ويمثلها عادة في الوزارة وزير واحد.

الطوائف الإسلامية في لبنان:

تتكون الطوائف الإسلامية من المسلمين، بحيث تحتوي تلك الطوائف على ثلاث أقسام من المسلمين منهم: السنّة والشيعية والدروز، بحيث تشكل تلك الطائفة ما يزيد عن نصف عدد سكان لبنان، وهم في هذا الكيان الطائفي الذي يتكون منه لبنان، بحيث يختلفون في تفكيرهم عن إخوانهم في سوريا.

فقد كانوا المسلمون ولمدة أكثر من أربعين سنة يقومون في مشاركة إخوانهم المسيحيين في إنشاء الكيان اللبناني، لقد تأثروا بشكل كبير بالاعتبارات الطائفية وأصبحت تصرفاتهم انعكاس لهذه الاعتبارات أو رد فعل لموقف الطوائف الأخرى في محاولاتهم المستمرة لصبغ لبنان بالصبغة المسيحية.


شارك المقالة: