تاريخ النهضة الصحية في سلطنة عمان

اقرأ في هذا المقال


القطاع الصحي في سلطنة عمان:

اهتم العُمانيين منذ القدم بالنهضة الصحية، فكانت من أبرز سماتها التي أطلقها حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس المعظم في الثالث والعشرين من عام 1970، فقد حرصت على توفير الخدمات الأساسية للمواطن وفي مقدمتها الرعاية الصحية، حيث منحت السلطنة سكانها الخدمات الصحية بشكل مجانِ وعلى أفضل مستوى ممكن، بالإضافة إلى تقديمها لهم أينما وجدوا.

إنّ اهتمام السلطنة بقطاع الصحة كان دليل واضح على الاهتمام المطلق بالمواطنين، فقد كان وسيلة صحيحة تساهم بكل قوة وفاعلية في عملية التنمية وليكون دائماً قادراً على الإنتاج والعطاء، فقد أكد جلالة السلطان المعظم في عام 1972 على أهمية تقديم الرعاية الصحية الكاملة لجميع الشعب العُماني.

بالإضافة على تأكيده بالاستمرار في عملية تحقيق ذلك الهدف، فإنّ الخدمات الصحية التي يتمتع بها المواطن على أفضل المستويات الممكنة تمتد لتصاحبه في جميع مراحل حياته وأينما يتواجد على أرض الوطن بشكل وقائي علاجي.

إنّ مجال الرعاية الصحية المجانية يتكون من 47 مستشفى منها 12 مستشفى مرجعياً، بحيث تضم في مجملها 4149 سريراً، بالإضافة إلى 5 مجمعات صحية تخصصية و 114 مركزاً صحياً منها 57 مركزاً تشتمل على أسّرة ولادة، بالإضافة إلى 27 فرقة طبية تنتقل من مكان إلى آخر تقوم بتقديم الخدمات الطبية للمواطنين في المناطق النائية، بالإضافة إلى 7 وحدات للحجر الصحي بالموانئ والمطارات؛ وذلك لتحقيق الرقابة الصحية للأفراد والمواد الغذائية الداخلة من وإلى السلطنة.

ومن أهم الدلائل الكبرى التي تشير إلى التقدم والتطور في مجال الخدمات الصحية بالسلطنة، أنه في عام 1996 تم تحصين 99% من الأطفال دون السنة الأولى من العمر ضد أمراض الدرن والدفتريا والسعال الديكي والتيتانوس وشلل الأطفال والحصبة. ومن ثم لم تظهر حالات إصابة في هذه الأمراض سوى حالات قليلة جداً، حيث تم خلال عام 1996 إجراء بما يقدر بنحو 81 ألف عملية جراحية.

وفي إطار دعم الخدمات الصحية تم افتتاح مستشفى الجبل الأخضر، بحيث يحتوي على 24 سريراً، بالإضافة إلى 176 سريراً بمستشفى خولة و 150 سريراً بمستشفى السلطان قابوس بصلالة، بالإضافة إلى 6 غرف عمليات بمستشفى النهضة بمسقط وتشغيل وحدة للكلى بمستشفى خصب.

كما يتم العمل بمستشفى صحار التخصصي الذي يحتوي على 391 سريراً، ومستشفى نزوى التخصصي 280 سريراً، بالإضافة إلى مستشفى صور التخصصي الذي يحتوي على 248 سريراً ويتوقع الانتهاء منها بحلول نهاية هذا العام 1997 ميلادي.

وزارة الصحة في سلطنة عُمان:

تقوم وزارة الصحة بتطبيق مجموعة برامج صحية وقائية شاملة، قامت بدراستها وتصميمها على قواعد علمية تراعي طبيعة المجتمع العُماني وخصائصه على نحو يضع في المقدمة المشاكل الصحية التي تواجه المواطنين، بالإضافة إلى وضع برامج صحية محددة مثل برنامج المباعدة بين الولادات وبرامج العناية بالأطفال حديثي الولادة.

إنّ حكومة جلالة السلطان المعظم سمحت للقطاع الخاص العُماني بالانخراط في مجال تقديم الخدمات الصحية، وذلك من خلال السماح له بتأسيس المجمعات والمستشفيات الصحية المتقدمة والعيادات الخاصة على نحو متناسب مع الخدمات الحكومية، بحيث يصبح جزءاً مكملاً لها، وقد بدأت بالفعل عدد من هذه المستشفيات المتطورة في العمل، فقد اهتمت الحكومة بتقديم الرعاية الصحية لجميع المقيمين بها.

تطوير الخدمات الصحية في سلطنة عُمان:

قامت حكومة السلطان قابوس بالاهتمام في عملية تطوير القطاع الصحي، وكان ذلك في الوقت الذي تقدم فيه المستشفيات التابعة للقطاع الخاص الخدمات الصحية في مسقط وصلالة بجانب المستشفيات العامة، إنّ عدداً من المستشفيات الخاصة كان العمل به، ومن ثم انضم إلى 394 عيادة خاصة وعامة في تقديم خدماتها الصحية للمواطنين، وبذلت الدولة كل جهدها للارتفاع قدر المستطاع بمستوى الخدمات الصحية وتطويرها والالتزام بتقديمها بشكل مجانِ للمواطنين.

وفي ذلك الوقت تم افتتاح وتشغيل مستشفى الجبل الأخضر، بالإضافة إلى  تشغيل 8 مراكز صحية في كل من مدحام وجيل الكور ودماء والخويمة وشهب اصعيب وينتل ومطرح، وفي عام 1996 يتم الانتهاء من مستشفى صحار ومستشفى نزوی وتوسعات مستشفى خولة ومستشفى السلطان قابوس بصلالة وغرف العمليات بمستشفى النهضة ووحدة الكلى الصناعية ببوشر ومركز صحي مسقط.

وفي عام 1996 بلغ عدد الأطباء في وزارة الصحة 17850 طبيباً عام، وبلغت نسبة التعمين للعاملين في وزارة الصحة نحو 48% في نهاية العام الماضي، وبينما تقوم المعاهد الصحية التابعة لوزارة الصحة بدور فعال في تخريج أعداد كبيرة من الممرضين والممرضات والفنيين والمهنيين في القطاع الصحي بمختلف مستوياته.

بحيث بلغ عدد خريجي هذه المعاهد 497 خريجاً خلال العام الماضي، في حين ساهمت جامعة السلطان قابوس بتخريج عدد كبير من الأطباء المهرة الذين شكلوا دوراً فعال في تقديم الرعاية الصحية للمواطنين بالسلطنة.


شارك المقالة: