تعد منطقة تركستان الشرقية بأنّها المناطق الجغرافية والتاريخية التي تقع في آسيا الوسطى، مع بداية القرن التاسع عشر ميلادي تم غزو المنطقة من قِبل الأتراك الروس، وتسمى باسم تركستان الصينية، والتي تشمل أراضيها حوض تاريم الموجود في الأجزاء الغربية والجنوبية من شينجيانغ وذلك خلال حكم سلالة تشينغ، على الرغم من ذلك لم يستخدم السكان المحليون أسماء المواقع الجغرافية الفارسية في العصور الوسطى تركستان ومشتقاتها.
تاريخ تركستان الشرقية
عند بداية القرن العشرين ميلادي، تم استخدم الانفصاليون الأويغور وأنصارهم تركستان الشرقية كتسمية لكل منطقة شينجيانغ الدولة مستقلة في المستقبل في منطقة شينجيانغ الأويغورية التي كانت تتمتع بالحكم الذاتي حالياً، حيث أنّهم يرفضون اسم شينجيانغ؛ وذلك بسبب المنظور الصيني المنعكس في الاسم ويفضلون تركستان الشرقية للتأكيد على الارتباط بالمجموعات التركية الغربية الأخرى.
تم تأسيس أول جمهورية تركستان الشرقية في 1933 ميلادي حتى 16 أبريل 1934 ميلادي، في عام 1944 ميلادي تم تأسيس جمهورية تركستان الشرقية الثانية في 1944 ميلادي، وتعد تركستان الشرقية عضو مؤسس في منظمة الأمم والشعوب التي تم تأسيسها في عام 1991 ميلادي، تم تأسيس حكومة تركستان الشرقية في المنفى في عاصمة واشنطن، في القرن التاسع عشر ميلادي تم تغير الاسم من قبل الأتراك الروس، خلال تلك الفترة أصبحت شينجيانغ تحت حكم سلالة هان وكان ذلك في عام 60 قبل الميلاد.
عند بداية حكم هان كانت الحكومات الصينية المتعاقبة تتعامل مع الحركات الانفصالية والثورات المحلية من شعوب مختلفة في المنطقة، وعلى الرغم من ذلك حتى لم تكن شينجيانغ تحت السيطرة السياسية الصينية، فإن مدينة شينجيانغ كان لديها اتصالات وثيقة مع الصين، منذ فترة طويلة والتي تميزها عن الدول التركية المستقلة في آسيا الوسطى، وكان في القديم تسمى باسم توتكيود وكذلك النطق الصيني الحديث مثل توجو، والتي تعني الإمبراطورية التي غزت العديد من الخانات أو الخانات، ورثت منطقة خاقانات التركية الغربية شينجيانغ، كان غرب توجو أصبحت جزء من سلالة تانغ الصينية واستمر الوضع كذلك حتى القرن التاسع ميلادي.
كانت المنطقة ليس لها أي علاقة بغرب وشرق تركستان، حيث عرف الجغرافيون العرب خلال القرنين التاسع والعاشر ميلادي باسم ترْكِستان، التي تعني في القدم باسم منطقة الأتراك، التي تعني المناطق الواقعة شمال شرق نهر السير، وحسب ما تم ذكره من قِبل علماء العرب، فأنّ الأتراك من البدو الرحل الناطقين باللغة التركية وليسوا سكان الواحات المستقرين الناطقين بالفارسية، مع استمرار الهجرات المختلفة والاضطرابات السياسية التي أعقبت انهيار كونفدرالية جوكتورك والغزوات المغولية، توقفت تركستان، وفقًا للموقف الصيني الرسمي، وكانت تعد وصف جغرافي للمنطقة.
عند بداية القرن السادس عشر ميلادي، تم إكمال بناء خانات تشاجاتاي وتريك غرب شينجيانغ والمنطقة المحيطة بها، والتي كانت تعرف في ذلك الوقت باسم موغولستان، بينما سيطرت أسرة مينج الصينية على المناطق الشرقية، وذلك بعد سقوط سلالة مينغ، قام مجموعة من المغول الغربية بتأسيس نظام حكم في الترتاري الصيني كما كانت أحياناً في شرق شينجيانغ، وتوسعت جنوبًا إلى جنوب شينجيانغ، في بداية عام 1755 ميلادي، هزمت أسرة تشينغ المغول دزنجر خانات وسيطرت على منطقتين في شينجيانغ، المنطقة الشمالية والمناطق الجنوبية.
استخدم الإمبراطور تشيان لونغ هذا لشينجيانغ كاسم رسمي وأصدر أمراً إمبراطورياً يعرف باسم شينجيانغ وكانت تُعرف بأنّها منطقة إدارية إقليمية، بعد أنّ قام الجنرال تسو تسونغ تانغ بقيادة ثورة دونغان في عام 1882 ميلادي، أعيد تنظيم مقاطعة شينجيانغ بشكل رسمي، في ذلك الوقت بدأت الصين تفرض سيطرتها في شينجيانغ، أرسلت الإمبراطورية الروسية والإمبراطورية البريطانية مجموعة من المستكشفون إلى المنطقة، وقاموا برسم خرائط ووضعوا حدود آسيا الوسطى في منافسة للتوسع الاستعماري.
في عام 1805 ميلادي أعاد المستكشف الروسي تيموفسكي إحياء استخدام تركستان للإشارة إلى آسيا الوسطى و تركستان الشرقية للإشارة إلى حوض تاريم شرق آسيا في جنوب شينجيانغ في عام 1829 ميلادي، اقترح عالم الجيولوجيا الروسي نيكيتا بتشورين استخدام تركستان الشرقية لتحل مكان تركستان الصينية للأراضي الصينية الواقعة شرق بخارى، فكرت الإمبراطورية الروسية في التوسع في شينجيانغ، والتي أطلقت عليها بشكل غير رسمي اسم بخارى الصغيرة، في بداية عام 1851 ميلادي بين عامي 1851 سيطرت روسيا على وادي إيلي في شينجيانغ واستمرت في التفاوض مع أسرة تشينغ من أجل حقوق التجارة والاستيطان للروس.
استمر السكان الأصليون في آسيا الوسطى بشكل عام في عدم استخدام كلمة تركستان، وذلك من أجل الإشارة إلى أراضيهم، بعد سلسلة من عمليات الضم في آسيا الوسطى، في عام 1867 ميلادي عززت روسيا ممتلكاتها غرب جبال بامير باسم محافظة تركستان الروسية، في هذا الوقت بدأ الكتاب الغربيون في تقسيم تركستان إلى قسمين روسي وآخر صيني، على الرغم من اعتراف الأجانب بأن شينجيانغ نظام حكم صيني وأنّ هناك عدة أسماء صينية للمنطقة، فضل بعض المسافرين استخدام “الأسماء التي تؤكد على الصفات التركية والإسلامية الموجودة في آسيا الوسطى، وأنّ تكون خصائص غير صينية.
أما بالنسبة للمسافرين البريطانيين والطلبات المكتوبة باللغة الإنجليزية، لم يكن هناك إجماع على تعيين شينجيانغ ، مع استخدام تركستان الصينية وآسيا الوسطى الصينية تم التبادل لوصف منطقة شينجيانغ، واستمر الوضع كذلك حتى القرن العشرين ميلادي، استخدم السكان المحليون أسماء المدن في عملية صورهم الذاتي الإقليمي، والتي توسعت أو صغرت حسب الحاجة، مثل كاشجاريا خارج كاشغر للإشارة إلى جنوب غرب شينجيانغ، أو ست مدن، وكانت تشير إلى ست مدن في جنوب تيان شان.
في عام 1912 ميلادي، قامت ثورة شينهاي والتي تم من خلالها الإطاحة بحكم سلالة تشينغ وتم تأسيس جمهورية الصين، فريوان داهوا والذي يعد آخر حكام سلالة تشينغ، يانغ تشونغشين، على المقاطعة وانضم باسم جمهورية الصين في عام 1921 ميلادي، حدد الاتحاد السوفيتي رسمياً الأويغور على أنهم الشعوب التركية المستقرة من تركستان الصينية كجزء من سياسة بناء دولتهم في آسيا الوسطى، تم تأسيس حركات تمرد متعددة ضد خليفة يانغ جين شورين في جميع أنحاء شينجيانغ، كان شعب الهوي يقودها، أصبحت تركستان الشرقية فيما بعد مكان حاشد للأشخاص الذين يتحدثون التركية ويؤمنون بالإسلام للتمرد على السلطات الصينية.
في عام 1933 ميلادي تم إعلان التمرد في منطقة كاشغر، أعلن الانفصاليون الأويغور عن جمهورية تركستان الشرقية قصيرة العمر أكدوا على مصطلح تركستان الشرقية، وذلك من أجل التأكيد على انفصال الدولة عن الصين، مع نهاية الحرب الأهلية الصينية في عام 1949 ميلادي، مع تقسيم شينجيانغ بين قوات الكومينتانغ والانفصاليين، أقنعت القيادة الشيوعية الحكومتين بالاستسلام وقبول خلافة حكومة جمهورية الصين الشعبية.