في عام 146 قبل الميلاد، أصبحت اليونان تابعة للإمبراطورية الرومانية، حيث تم ضم جزيرة بحر إيجه إلى الإمبراطورية الرومانية، وملت الرومان على سحق جميع التمردات التي قام بها الشعب اليوناني، وقد ألحقت الرومان في الأراضي اليونانية أضراراً كبيرة، حيث كانت اليونان قديماً مقاطعة تابعة للإمبراطورية الرومانية، وعملت الرومان على بناية مستوطنات وعملوا على تأسيس مباني في مدنها، حيث تم بناء تمثال ماركوس أغريبا، وسعى الرومان إلى توطيد العلاقة مع الإغريقيون في تلك الفترة.
حكم الإمبراطورية الرومانية لليونان:
بقيت اليونان تحت حكم الإمبراطورية الرومانية لفترة طويلة، وكانت الإمبراطورية الإغريقية مشتركة في الحكم مع روما، حيث كانت مهيمنة على المناطق الشرقية التابعة للإمبراطورية الرومانية، وقد كانت اللغة الإغريقية هي اللغة السائدة حينها في تلك المناطق، وقد تأثرت روما بالثقافة الإغريقية بشكل كبير، حيث كان الرومان يقومون بكتابة رواياتهم باللغة الإغريقية، وفي تلك الفترة قدم الكثير من المفكرين والفلاسفة اليونانيين إلى روما مثل جالينوس، وقد كانت اللغة الإغريقية اللغة التي يتم تداولها بين الطبقة الأرستقراطية اليونانية وبين الأغنياء، وكما كان يتم التحدث بها بين عامة الشعب.
وكان يتم مشاركة الألعاب الأولمبية في اليونان، ولم يكن يسمح لغير الإغريق في المشاركة في هذه الألعاب، ولكن في عام 66 قبل الميلاد، قام الإمبراطور “نيرون” اليونان، وقد فاز في جميع الألعاب، وفي عام 67 قبل الميلاد تم إعلان الحرية للإغريق، وكان ملك روما “هادريان” محباً جداً للإغريق، وقد كان حينها حاكماً لأثينا، وقد قام ببناء قوس، وقد أسماه على اسمه، وفي تلك الفترة تم نشر الديانة المسيحية، ومن وقتها أصبحت اليونان من أول وأهم الدول التي اعتنقت الديانة المسيحية في الإمبراطورية الرومانية.
وفي القرن الثالث قبل الميلاد، تم تقسيم اليونان إلى مقاطعات، وقد تعرضت اليونان إلى عدة غزوات أثناء حكم الإمبراطور “ثيودوسيوس الأول”، وقد بقيت اليونان جزاءً من الإمبراطورية الرومانية لفترة طويلة، إلا أنها لم تكن مزدهرة ومتقدمة، كما كانت الجزيرة الإغريقية، التي كانت من أكثر المستعمرات الرومانية تقدماً، وفيما بعد سقطت عدة مدن يونانية تحت حكم العرب، لذلك صبت الإمبراطورية الرومانية جميع اهتمامها ونشاطها على الجزيرة الإغريقية، حيث كانت في قمة ازدهارها وتقدمها، وبقيت كذلك حتى سقطت تحت حكم الدولة العثمانية.