تعد ولاية أوغوز يابغو بأنّها أحد الدول التركية، والتي تم تأسيسها من قِبل أتراك الأوغوز في عام 766 ميلادي، وتقع في منطقة بين بحر رآل وسهل بحر قزوين، سيطرت قبائل أوغوز على مساحات واسعة من كازاخستان، عند بداية القرن التاسع ميلادي تطورت جماعة الأوغوز في المنطقة وأصبحت تسيطر على مساحات واسعة في سهوب كازاخستان الغربية الحديثة.
تاريخ دولة أوغوز ياغبو
حسب ما تم ذكره في كتب التاريخ فإنّ أصل اسم أوغوز غير واضح، وتم مناقشته من قِبل علماء التاريخ والذين اتفقوا على أنّه يعني القبائل والتي تحول بعد ذلك إلى اسم عرقي جماعي، كانت مناطق أوغوز الأصلية هي المناطق الجنوبية الشرقية من آسيا الوسطى، الأصل الأول لدولة الأوغوز حسب ما ذكره علماء التاريخ، فإنّه يعود إلى الحكام الأتراك الذين أقاموا في المنطقة وكانوا عبارة عن مجموعة من البدو الرحل كثيري التنقل وقاموا بتأسيس دولة خاصة لهم في المنطقة، وتم الذكر في المصادر الصينية في القرن الثامن ميلادي بأنّهم عبارة عن قبيلة تركية ينتمون إلى اتحاد السهام العشرة.
كما تم الذكر بأن شعب الأوغوز خلال فترة إقامته في آسيا الوسطى خاض عدد من الصراعات ليتمكن من الإقامة في المنطقة ومن ثم وقع تحت حكم عدد من السلالات الصينية، الأمر الذي دفع إلى كثرة التنقل، في عام 766 ميلادي غزا بكارلوكس أراضي جنوب شرق كازاخستان الحديث، وكانت قبائل كارلوك تشكل خانات هناك تقع تحت حكم يوغو، وقاموا بعد ذلك بالسيطرة عليها ونقل عاصمتهم إلى منطقة سيوب، خلال تلك الفترة غادر كبير من اتحاد كارلوك الثالث وانتقل الحكم في زيتسو إلى قبائل كارلوك، بعد خسارة اتحاد أوغوز صراعه ضد كاركوز هاجر جزء كبير منهم إلى سفوح جبال كارتوا.
مع بداية القرن التاسع ميلادي، تم تدمير اتحاد أوغوز، وتم تدمير التحالف مع كارلوس وكيمكس، تم بعد ذلك تشكيل اتحاد الكنغر وسيطروا على المسار السفلي لنهر سير داريا وسهوب آرال، وقد أدى ذلك إلى تشريد قبائل الكنغر وتم إجبار القبائل البدوية سير داريا كنجار من أجل الانضمام إلى الأوغوز، وهاجر عدد كبير منهم إلى الغرب إلى منطقة شمال البحر الأسود وقاموا بعد ذلك بنقل عاصمتهم، تم تأسيس الولاية في أراضي إيني وكانت قرية أوغوز يايلا عبارة عن قرية جبلية صغيرة وشملت أراضيها إلى صيرام في الغرب ومن امتدت إلى مدينة يانج كنت، وعلى الرغم من أنّ تلك المدينة كانت مليئة بالسكان، إلا أنّها في الوقت الحالي تخلو بشكل كامل من الناس، وأطلق عليها اسم مدينة الأشباح.
كانت الدولة تقع تحت حكم زعيم الأتراك الأوغوز، وكان بلقب بالخان ويعد لقب الخان من الألقاب المنتشرة في تركيا، لعبت دولة أوغوز دوراً مهماً في التاريخ العسكري والسياسي لدولة أوراسيا، مع بداية عام 965 ميلادي تم تشكيل تحالفات دولة أوغوز مع كييف روس وذلك عند قيام حرب ضد خازار كاجاناتي، في عام 985 ميلادي تمكن التحالف مع كييف روس من تحقيق على فولغا بلغاريا، وقد أدى ذلك إلى زيادة القوة السياسية لدولة أوغوز، مع بداية القرن العاشر ميلادي، قامت تمردات شعبية ضد الضرائب المرتفعة في الدولة، أصبحت الثورات تصبح أقوى مع نهاية من القرن العاشر ميلادي.
تولى علي يابغو الحكم ولاحظ خلال حكمه أنّ الانقسام بين الأوغوز الحاكم والفرع السلجوقي أغوز ضار بالدولة، يشكل مشاكل للدولة، حيث قام السلاجقة باستخدام الاضطرابات والتمردات القائمة وتمكنوا من السيطرة على على الجيش، إلا أنّه تم إجبارهم على مغادرة منطقة الجند، في عام 1041 ميلادي وخلال نهاية حكم أغوز يابقو شهمالك بدأت الدولة في الازدهار، قام شهمالك بغزو أراضي يابغو خوارزم من الغزنويين، ولكن قبضت القوات السلجوقية عليه وتم إعدامه، ليكون بذلك شاه مالك يابغو آخر حكام دولة أوغوز.
أدت المشاكل الداخلية والصراع مع السلاجقة إلى إضعاف دولة أوغوز، وأدى إلى سقوط دولة ضعيفة وذلك نتيجة هجمات قبائل كوبتشاك عليها، وحصل انقسامات داخل أغوز وقد أدى ذلك إلى هجرة السكان، حيث هاجر قسم منهم إلى أوروبا الشرقية والقسم الآخر هاجر إلى آسيا الوسطى، وكان لدولة أوغوز دور كبير في تشكيل الشعوب التركية الحالية، في بداية القرن الحادي عشر ميلادي، بدأت هجرة الأوغوز إلى بلاد فارس والشرق الأدنى، قاد الحركة زعيم قبيلة كينيك توغريل وشاغري بيك ، أحفاد السلاجقة، وتم من خلال تلك القبيلة تشكيل الإمبراطورية السلجوقية.
في عام 1025 ميلادي بدأ جزء من السلاجقة الاستقرار في أراضي تركمانستان الحديثة، وأقام معظمهم في مدينة نيسا، ومع بداية عام 1034 ميلادي انضمت قبائل توغرول بك إليهم، في 1040 ميلادي خاض السلاجقة حرباً ضد الغزنويين وأسروا نيشابور، وتمكنوا من تأسيس دولة كبيرة تتكون أراضيها من بلاد فارس وآسيا الصغرى وجزء من أراضي القوقاز وآسيا الوسطى، كانت دولة أوغوز من الدول التي يعود تاريخها منذ ثلاثة قرون، مع بداية القرن الثاني عشر ميلادي تمكنت دولة أوغوز من إنهاء وجود السلاجقة في المنطقة والذين توجهوا بعد ذلك إلى بلاد فارس وتمكنوا من تأسيس الإمبراطورية السلجوقية.
حسب ما ذكره علماء التاريخ فأنّ دولة الأوغوز كانت عبارة عن دولة لمجموعة من القبائل ضعيفة التنظيم، في عام 985 ميلادي حصل انشقاق في جيش السلاجقة وانتقلوا إلى جنوب الدلتا وانتقل عدد كبير منهم إلى خراسان وتركمان، بينما ذهب عدد منهم إلى ملك خوارزم والذي قام بطردهم.
كانت السلطة في دولة أوغوز وراثية داخل العشيرة، وكان وريث العرش يسمى إينال، وكان يتم تربيته على يد معلم أتابيك، تم إجراء انتخابات في التجمعات القبلية، والتي يتم من خلالها اختيار الحكام من خلال مخطوطة القواعد، وعلى الرغم من ذلك كانت سلطة الحاكم محدودة، وكان يدير الدولة مجلس الطبقة الأرستقراطية العسكرية، وكانوا يتبعون نظاماً معيناً في إدارة الدولة وكان للقوات العسكرية الدور الأكبر في عملية تنظيم أمور الدولة الخارجية والدفاع عنها في حال تعرضت للغزوات، تم تقسيم ولايات أوغوز إل عدة أقسام وفي القرن العاشر ميلادي تم وضع نظام إداري فيها ووضعوا نظام الضرائب في الدولة.
كانت شعوب دولة أوغوز عبارة عن مجموعة من القبائل غير المنظمة والتي كانت تكثر الترحال وقد أدى ذلك إلى جعلها دولة ضعيفة مقسمة تعاني من الصراعات الداخلية، وتم الذكر في القرن الحادي عشر ميلادي بأنّ دولة أوغوز كانت تحتوي على مجموعة كبيرة من القبائل والذين كانوا يتحدثون عدد من اللغات، وقد أد ذلك إلى خلق نوع نوع من عدم التجانس بين شعبها.