اقرأ في هذا المقال
- سلطنة عمان في عهد قابوس بن سعيد
- سلطنة عُمان الحديثة
- عملية البناء والتنمية الوطنية في عهد قابوس بن سعيد
سلطنة عمان في عهد قابوس بن سعيد:
في عام 1970 بدأت سلطنة عُمان طور جديد من أطوار تاريخها العريق، فقد بدأت السير في طريق التقدم والتطور وهي تسير خطى واضحة تختصر المسافات وتقطيع المراحل وتنتقل من تطور إلى آخر، ومن إنجاز إلى إنجاز محققة بذلك ما كان يأمل به الشعب، بالإضافة إلى قيامها في أدوار بطولية في شتى المجالات وممارستها الواعية على جميع المستويات.
وبفضل الإرادة الحكيمة والفكر المتطور لمؤسس النهضة في عُمان الحديثة وهو حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم، ومن خلال تضافر الجهود المبذولة بين المواطنين والحكومة وهي جهود اعتبرت في الواقع جهود ذات تضحيات كبيرة ومعاناة صعبة أحياناً.
فقد تمكنت من خلالها سلطنة عُمان من الدولة والمجتمع أن تتجاوز مرحلة البداية في بداية مطلع السبعينات بكل المشاكل التي احتوتها في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية المحلية والإقليمية والدولية كذلك.
سلطنة عُمان الحديثة:
خلال سنوات قليلة وبعد تولي جلالة السلطان قابوس المعظم مؤسس سلطنة عُمان الحديثة الحكم، تمكنت سلطنة عُمان من تخطي أزمان العزلة وفجوات التخلف ومشاكل الصراع والتنافس الدولي في إحدى أكثر مناطق العالم أهمية.
حيث استطاعت من موقعها على مدخل الخليج أن تشكل عناصر الدولة القوية، بحيث تنهض من خلال اعتمادها على همة أبنائها، مما يؤدي إلى شعور الشعب بدوره وإسهامه في البناء الوطني من جهة وبنيتة ومستقبل أبنائه من جهة أخرى، بالإضافة إلى استعادة عُمان مكانتها بين الشعوب والأمم.
وفي تلك الفترة تحولت سلطنة عُمان تحولاً ضخماً كان سببه الارتكاز على رؤية استراتيجية شاملة، تدخل فيها عناصر القوة الكاملة في الشخصية العُمانية، مع عوامل القوة البالغة الأهمية في التاريخ والحضارة والتراث العُماني.
وفي هذا الشأن أعلنت الجهود والتقت وتشابكت الأيدي في وحدة وطنية قوية ومتكاملة، شد على يد نهضتها القائد جلالة السلطان المعظم حفظه الله، فكان ذلك حدث فريد لأول مرة في التاريخ العُماني، فقد تبلورت عملية ذكاء القيادة العُمانية في الإيمان، منذ البداية الأولى.
بالإضافة إلى امتداد مسيرة النهضة الوطنية بقدرة الإنسان العُماني على المساهمة والمشاركة وعلى العطاء وتحمل المسؤولية الوطنية، بالإضافة إلى إرساء المشاركة الوطنية المستمرة في مسؤولية البناء.
عملية البناء والتنمية الوطنية في عهد قابوس بن سعيد:
أكد جلالة السلطان قابوس من خلال هذه الرؤية الاستراتيجية المبكرة التي ترسخت واستمرت واتسعت من خلالها عملية المشاركة والدور الذي يلعبه المواطنون في عملية البناء والتنمية وتحقيق المزيد من فاعلية هذه المشاركة وزيادة أثرها، فقد حظي المواطن العُماني برعاية واسعة المجال تعليمياً واجتماعياً وفي مختلف المجالات.
كذلك ليصبح قادراً على القيام بدوره كفرد فعال في عملية البناء الوطني. لقد استجاب الشعب العُماني لدعوة جلالة السلطان قابوس، وكذلك مشاركتهم وتكاتفهم في يد واحدة من أجل المساهمة في عملية التنمية الوطنية عبر أربع خطط تنموية ابتدأت منذ عام 1976 حتى عام 1990.
ومع بداية المرحلة الثانية للتنمية والتي بدأت حتى عام 2020 وجه جلالة السلطان قابوس نداءه في العيد الوطني الخامس والعشرين في عام 1990 إلى جميع أبناء الوطن، يطلب منهم الجهد والفكر والمشاركة بمتطلبات المرحلة الجديدة من المسيرة الشاملة، والتي تحتاج إلى عمل أكبر وجهد أكثر في خدمة الوطن.
بحيث تضمن الرسالة ما يلي: فيا أبناء عُمان في كل مكان، یا جنودها في كل ميدان استعدوا بارك الله فيكم للاستمرار بكل حزم وإصرار وقوة. فعُمان بحاجة إلى المزيد من الجهد والعطاء والتضحية والفداء والعمل الجاد المجدى بعملية النهضة والبناء، لذلك فإننا ندعوكم من جديد من أجل عُمان المستقبل إلى المزيد من التعاون والتضامن والتفاهم والتلاحم والحب والإخاء.
وفي أثناء احتفالات البلاد بالعيد الوطني السادس والعشرين، أكد جلالته على أنّ الشباب العُماني متشوقين إلى الآن للمجد، بحيث يدعو السلطان اليوم أن يتخذ العنصر الشبابي القدوة الطبية من أجداده في الجد والعمل والصبر والمثابرة، ومن هنا فإنّ كل عُماني مطالب بأن يسهم بكل قدراته في إيجاد البيئة المناسبة والتربية الصالحة؛ التي تدفع عُمان نحو مستقبل زاهر ومتطور.
وفيما يتعلق بهذا الشأن فإنّ هذا الرؤية التي حرصت على المواطن والعمل على تنمية دوره ومشاركته بالمجتمع، فإنّ ما حدث من تقدم وتطور كبير في جميع المجالات وعلى كل الصعد المحلية، إنما يعود الفضل به إلى مؤسس نهضة سلطنة عُمان الحديثة وهو حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم، بحيث تمكن من تحقيق ذلك من خلال فكره المستنير وبصيرته بجوهر التاريخ وحركة التطور العُماني بشكل خاص والإنساني بشكل عام.