سياسة لبنان الخارجية:
إنّ سياسة الجمهورية اللبنانية الخارجية ترتبط بشكل كبير مع الأوضاع الداخلية في البلاد، فقد تواجد في لبنان مجموعة من السياسات المختلفة، لكل منها أساليبها الخاصة ولكنها جميعاً تصب عند هدفين أساسيين وهما: الأول مصلحة الطائفة التي ينتمي إليها من قام بوضع وتنفيذ تلك السياسة. والثاني: العوامل الاقتصادية، فالبلاد تنظر إلى العالم الخارجي وتبني علاقاتها به من خلال منظور الاقتصاد اللبناني.
إنّ سياسة لبنان التقليدية على الرغم وجود بعض العثرات، إلّا أنها كانت حريصةً كل الحرص على وجود علاقات ودية مع جميع الدول، وبالرغم من وجود 14 طائفة دينية في لبنان، إلا أنّ سياسة لبنان الخارجية لها اتجاهين أساسيين هما: سياسة غربية وسياسة عربية.
قواعد سياسة الحكومة الاستقلالية الأولى في لبنان:
بعد فترة إعلان استقلال البلاد، أعلنت أول حكومة استقلالية أنّ سياستها تتمركز بشكل أساسي على ثلاثة قواعد أساسية هي كالتالي:
- المحافظة على سيادة الجمهورية اللبنانية واستقلاله.
- التعاون الكبير والمخلص مع باقي الأقطار العربية.
- المحافظة على العلاقات الثقافية والاجتماعية مع الدول الغربية.
وبناءً على تلك التسوية بين الطوائف اللبنانية، بعد الاستقلال والتي انتهت بوضع مجموعةً من النتائج، التي قامت بالموافقة عليها الطوائف المسيحية والطوائف المحمدية، وبموجب هذه التسوية تخلت الفئة الأولى عن أفكارها في حماية الغرب، ولكنها لم تستطع أن تتخلص من قلقها حول الخوف من ضياعها في العالم العربي.
إنّ السياسة الأساسية التي تتبعها الجمهورية اللبنانية في الإطار الخارجي، تنحصر في أنّ تكوين لبنان الداخلي كان وما زال يفرض التزاماً وترابطاً كبير ووثيق بين الأوضاع الداخلية والسياسة الخارجية، فتلك المبادئ منحدرة من مجموعة من الشروط.
وإنّ الطريقة المتبعة لممارسة السياسة الخارجية لا بد أن تنعكس في مختلف الظروف على وحدة الرأي في الداخل، وفي إطار ذلك الواقع لا تتمكن الحكومات من عملية تبديله، بل يجب عليها أن تراعيه بشكل دائم، بالإضافة إلى قيامها بالتقيد به، ولذلك فإنّ من يتولى الحكم في لبنان يقوم بمراقبة السياسة الخارجية وما يجري في العالم، في وقت يركز بشكل كبير على السياسة الداخلية.