تاريخ عهد آل خليفة في دولة قطر

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن تاريخ آل خليفة في دولة قطر:

تشير المصادر التاريخية أنّ آل خليفة حكام دولة البحرين ينتسبون إلى قبيلة عنزة القبيلة المعروفة التي تنحدر من فخذ جميلة أحد فرع شملان، ويطلق عليهم العتوب، فقد هاجروا من موطنهم في الهدار من مقاطعة الأفلاج في نجد مع مجموعة من أقربائهم من آل صباح حكام دولة الكويت الحاليين.

فقد اختلف المؤرخون في تحديد تاریخ هجرتهم من مواطنهم، إلا أنه من الممكن أن يكون ذلك في بداية القرن الثاني عشر للهجرة، فتوجهوا بذلك إلى دولة قطر، وكان في ذلك الوقت يحكمها آل مسلم، حيث قاموا في التعامل معهم بكل خير وأكرموهم، بالإضافة إلى قيامهم في حمايتهم وعاشوا في قطر فترة من الزمن، إلا أنّ حالتهم لم تستمر على ذلك، وأخذت فتن المفسدين تنتشر بين صفوفهم، وكان ذلك على أثر قتل أحد اتباع آل مسلم من قِبل شخص من العتوب اتخذه آل مسلم سبب قوياً لترحيلهم من دولة قطر.

ترك آل خليفة وآل صباح دولة قطر وتوجهوا في سفنهم من خلال البحر، وفي أثناء ذلك قام آل مسلم بلحاقهم عند رأس التنورة المنطقة التي تقع بين البحرين والأحساء، فهاجموهم فوقع بينهم قتال شديد كان النصر من نصيب العتوب، وبعد ذلك واصلوا إبحارهم حتى نزلوا کوت آل عريعر وهي دولة الكويت في الوقت الحالي، فكونوا حكما فیدرالیاً يتكون من آل خليفة وآل صباح والجلاهمة.

دولة قطر بعد وفاة الشيخ خليفة:

في تلك الفترة توفي الشيخ خليفة، حيث أراد ابنه محمد بن خليفة أن ينفصل من اتحاده مع حلفائه، فقد أراد الهجره بأهله وانصاره في عام 1727 ميلادي إلى دولة قطر، يذهب إلى مكان إقامة أبناء عمومته من آل ابن علي والجلاهمة والمعاودة في الزبارة، وكانت الزبارة من المدن النشطة التي تقع على ساحل دولة قطر، فأكسبها موقعها الجغرافي مكانة متميزة بين مدن هذا الساحل؛ بسبب قربها من مغاصات البحث عن اللؤلؤ وموقعها الأساسي الذي يطل على الجون الذي يفصل كل من البحرين والأحساء ومينائها الأمين الذي يحمي السفن من هجمات البحر وطوفانه؛ بفضل قرب الساحل الذي جعل جوها هادئاً أمیناً.

وكان الشيخ محمد بن خليفة يقوم في زيارة الزبارة في معظم مواسم السنة وخاصة في مواسم التجارة والغوص، وفي ذلك الوقت اكتسب الشيخ محمد محبة كبيرة من سكان الزبارة؛ وذلك بسبب ما كان يتميز به من كرم وتواضع وحسن معاملة كتاجر ماهر، فلما جاء إلى الزبارة التف حوله سكان المدينة، فأخذ يتولى شؤونهم ويرعی مصالحهم وبالأخص المصالح التجارية، وبذلك أصبح حاكم للسكان الذين قاموا في تأيده من الزبارة في مكان ضيق غر متسع، وذلك لم يُعجب آل مسلم المكانة التي تميز بها آل خليفة في منطقة الزبارة؛ لأنهم أخذوا ينافسونهم في السيطرة على دولة قطر.

في تلك الفترة زاد قلق آل مسلم فأخذوا يتوجهون إلى أساليب أُخرى باتجاه آل خليفة تتمحور حول طلبهم الضرائب منهم، إلا أنّ الشيخ محمد آل خليفة لم يقبل الرضوخ إلى أمرهم وقام بتحصين الزبارة، بحيث أحاطها من جهة البر بقناة يفصلها عن بر دولة قطر، بالإضافة إلى قيامه بإنشاء القلاع فيها، وهكذا صمد آل خليفة بمدينتهم المحصنة الزبارة أمام جميع المحاولات التي قام بها آل مسلم، وبذلك توثق حكمهم وزادت تجارتهم وأخذوا يجمعون اللؤلؤ من أسواق قطر والبحرین وإمارات الخليج العربي الأُخرى والمقصود بها أسواق الهند.

وبقي الشيخ محمد آل خليفة حاكماً على منطقة الزبارة إلى أن توفي بها عام 1774 ميلادي، حيث تولى الحكم من بعده أكبر أحفاده وهو الشيخ خليفة بن محمد، وفي عام 1196 هجري توجه الشيخ خليفة لأداء فريضة الحج، بحيث ولى أخاه أحمد النيابة بعده في الحكم، وعند أدائه فريضة الحج مرض بمكة المكرمة ثم توفي رحمه الله في عام 1197.

كانت العلاقة التي تربط بين سكان جزيرة البحرين والزبارة يسودها شيء من عدم الاستقرار والفتور، وكان ذلك على الرغم  من ارتباط ببعضهم بمصالح اقتصادية، فكان سكان البحرين يستنكرون تجار آل خليفة عندما كانوا يأتون إليهم متأثرين بعصبيتهم الطائفية.

وفي عام 1197/ 1783 ميلادي قام الشيخ نصر بتجهيز حملة بقيادته، قامت بالإبحار إلى دولة قطر للأخذ بالثأر منهم، فقد أرسی سفنه عند مكان يطلق عليه عشيرقا، وبعدها واصلوا السير مشياً على الأقدام إلى مدينة الزبارة وحاصروها إلا إنّ آل خليفة كانوا قد استعدوا لهم وتحصنوا في قلاعهم، فقد قاموا رجال تلك الحملة في سبقهم قبل إبحارها عليهم.


شارك المقالة: