تاريخ كازاخستان القديم

اقرأ في هذا المقال


تعد كازاخستان من أكبر دولة داخل السهوب في أوراسيا وتعد مفترق طرق تاريخي للعديد من الشعوب والإمبراطوريات عبر التاريخ، كانت شعوب كازاخستان الحديثة تعتمد أسلوب حياة بدوية وتم تطويره وكان له أثر كبير في الثقافة الكازاخستانية، في القديم كان يسكنها مجموعة من القبائل الرُحل ومن ثم قاموا بتأسيس مجتمع خاص بهم.

تاريخ كازاخستان القديم

بدأ التاريخ القديم في كازاخستان بالانقراض، فقد أقام فيها الإنسان منذ العصر الحجري الحديث، ومن ثم مرت في العصر الجليدي، خلال العصر الحجري الحديث ظهرت تربية الحيوانات والزراعة، وأدى ذلك إلى ظهور عدة ثقافات، ومن أهم الثقافات فيها ثقافة بوتاي  والتي يعود تاريخها إلى عام 3600 قبل الميلاد وتم خلال تلك الفترة عملية ترويض الخيول، كما ظهر في تلك الفترة السيراميك والأدوات الحجرية، كما كانت تلك الفترة هي  بداية إنتاج المعادن وصناعة الأدوات النحاسية باستخدام قوالب الصب. ومن ثم تطور تعدين الخام في كازاخستان، كانت كازاخستان تعاني من التغير في المناخ وأجبرها ذلك على إعادة إقامة جماعية للسكان داخل وخارج السهوب.

في نهاية الألفية الثاني قبل الميلاد عانت كازاخستان من الجفاف، وقد أدى ذلك إلى هجرة سكانها من الأماكن القاحلة وتوجههم إلى المناطق الشمالية والتي كانت أماكن خصبة، وبعد نهاية الفترة القاحلة بدأ البدو الرحل الهجرة إلى كازاخستان من المناطق الغربية والشرقية، وأعادوا الإقامة المناطق المهجورة، وكان من بين أولئك السكان، شعوب قادمة من الهند وإيران وكان يطلق عليهم اسم شعب الساكا، عند بداية القرن الرابع ميلادي، تمكن شعب الهون من السيطرة على كازاخستان، وسيطروا على عدد كبير من الشعوب فيها وأعادوا عملية توحيد الشعوب، قام شعب الهان بالهجرة إلى المناطق الغربية، بدأت كازاخستان بعد ذلك باستقبال خانات من تركيا.

خلال العصور الوسطى وازدهرت عدد من الدول في كازاخستان ومن أشهرها اتحاد كنجار وولاية أوغوز يابغو، مع بداية القرن الثالث عشر ميلادي، قامت الإمبراطورية المغولية بغزو كازاخستان ووقعت تحت حكم القبيلة الذهبية، ومن ثم أخذت القبيلة الذهبية بالتراجع، وقد أدى ذلك إلى انفصال الخانات الأوزبكي، في عام 1465 ميلادي، تمكنت الخانات الكازاخستانية من الحصول على الاستقلال عن الأوزبك، في القرن الثامن عشر ميلادي قامت الإمبراطورية الروسية بضم أجزاء من أراضي كازاخستان إليها، وفي عام 1867 ميلادي ضمت الجزء الباقي إلى تركستان الروسية، وأصبحت كازاخستان بعد ذلك جزء من الجمهوريات السوفيتية.

أقام الإنسان في كازاخستان منذ العصر الحجري القديم، وكانوا عبارة عن بدو يتبعون نظام الرعي، وذلك كون المنطقة تناسب الزراعة والرعي، منذ العصر البرونزي كانت كازاخستان عبارة عن موطن للثقافات؛ وذلك كونها منطقة أقام فيها الكثير من الشعوب، كما كان فيها الكثير من المحاربين ومنهم شعب الهون وشعب الساكا، ووفق ما تم ذكره في كتب التاريخ فإنّ الشعوب التي أقامت في كازاخستان كانت تقوم بتدريب الخيول، في القديم كانت السهوب التي تقع في شرق بحر قزوين مليئة بالسكان وأقامت فيها مجموعة من الشعوب، وكان معظمهم من البدو الرحل والذين يتحدثون اللغات الهندية الأوروبية.

بدأ الكثير من السكان بالهجرة وذلك بعد دخول شعب الهون إلى أراضيهم وأخذوا يتجهون إلى أوروبا، الأمر الذي دفع إمبراطورية الهون الانشغال عنهم من خلال خوض عدد من الحروب، واستمرت هجرة شعوب كازاخستان إلى المناطق الغربية، وحسب ما تم ذكره فإنّ معظم الشعوب أخذت بالهجرة إلى أوروبا الشرقية والبلغار والقوقاز، مع بداية القرن السادس ميلادي، تم ضم أراضي روران خاقانات المنغولي إلى مناطق وكانت فيما بعد جزء من أراضي كازاخستان، قام شعب كوكتز التركي بالهجرة وبعد أنّ كان تحت حكم روران، ونوجه ما بقي من شعب الهون إلى المناطق الجنوبية والغربية.

مع بداية القرن منتصف القرن السادس ميلادي، تم تأسيس أول خاقانات تركية في كازاخستان، وبعد مدة من الزمن قامت فيها حرب أهلية أدت إلى تقسيم الخانات، وتم تأسيس شرق خاقانات التركية، في 630 ميلادي تعرضت أراضي شرق وغرب خاقانات التركية  للغزو من قِبل سلالة تانغ الصينية، في القرن السابع ميلادي تم دمج الدولتين في خاقانات التركية، في عام 766 ميلادي، تم تأسيس دولة أوغوز يابغو وتم اختيار مدينة يانكنت عاصمة لها، والتي سيطرت على كازاخستان، وقام الأتراك الأوغوز بتأسيس دولة منفصلة فيما بعد.

في القرن الثامن ميلادي، تعرضت المناطق الجنوبية من كازاخستان للغزو من قِبل العرب الذين أدخلوا الإسلام إليها خلال عملية غزوهم، في القرن التاسع ميلادي تمكن الأتراك الأوغوز من السيطرة على غرب كازاخستان واستمر حكمهم فيها حتى القرن الحادي عشر ميلادي، كما تمكنت باقي الشعوب التركية من السيطرة على المناطق الشرقية، وتمكن شعب الكومان في القرن الثاني عشر ميلادي من السيطرة على غرب كازاخستان منذ ذلك الحين، وتم تسمية تلك المناطق على اسم الشعوب التي سكنتها.

في القرن التاسع ميلادي، قام اتحاد قارلوق بتأسيس الدولة القراخانية التي سيطرت على أراضي ما وراء النهر، وفي بداية القرن الحادي عشر ميلادي، خاض القراخانيون حروباً  ضد الأتراك السلاجقة في المناطق الجنوبية، ومن ثم تمت عملية غزو القراخانيين وتم في القرن الحادي عشر ميلادي دخولهم الإسلام، قام شعب كارا خيتان المغولي بالانتقال إلى غرب وشمال الصين، وفي القرن الثاني عشر ميلادي، تم فصل دولة خوارزم المستقلة، إلا أنّ الجزء الأكبر من كارا خيتان استمر تحت حكم جنكيز خان، أخذت القوات المغولية التقدم في المنطقة وكانوا يشكلون أكبر قوة عسكرية فيها وقاموا باستخدام سكانها في حروبهم.

في القرن الثالث عشر ميلادي تم تقسيم الإمبراطورية المغولية، وتم انفصل الإمبراطورية المغولية عن الإمبراطورية الموحدة وكانت كازاخستان في ذلك الوقت تحت حكم القبيلة الذهبية والتي استمرت تحت حكمها لما يقارب مئتي عام، وحسب ما تم ذكر في علم الوراثة، فإنّ أول ظهور للشعب الكازاخستاني كان في القرن الخامس عشر ميلادي.

في القرن السابع عشر ميلادي بدأ التجار الروس التوجه إلى المناطق الشمالية والغربية من كازاخستان، وقام شعب القوقاز في تلك الفترة في بناء الحصون وقاموا بتأسيس دول لهم في المنطقة، ولم يتمكن الروس من تأسيس إمبراطوريات لهم في كازاخستان، حيث كانوا منشغلون حينها في بناء خانات في أراضي الأتراك، في القرن الثامن عشر ميلادي زادت الصراعات في أراضي كازاخستان، وقد أدت الصراعات إلى تقسيم أراضيها واستمرت حتى القرن التاسع عشر ميلادي، في عام 1789 ميلادي انجبرت كازاخستان على قبول الحماية الروسية لها؛ وذلك للحفاظ على أراضيها من التوترات.


شارك المقالة: