في عام 1321 ميلادي حصلت الوركاء على ميثاق المدينة وكانت في السابق تسمى قرية وينري والتي تعد في وقتنا الحالي جزء من مدينة الوركاء وكانت تقيم فيها مدينة بلوكسيس، وكانت مدينة الوركاء أحد المدن القديمة في سومر وتقع شرق نهر الفرات على القناة القديمة من نهر الفرات.
مدينة الوركاء
كانت مدينة الوركاء هي التحضير المبكر لسومر خلال الفترة المبكرة قبل الميلاد، في عام 3100 قبل الميلاد كان عدد سكان المدينة مرتفعاً، وجعلها ذلك أكبر منطقة حضرية خلال تلك الفترة، تم حكم أوروك في القرن السابع والعشرين قبل الميلاد، في عام 2000 قبل الميلاد فقدت المدينة أهميتها أثناء صراع بابل ضد عيلام، إلا أنّها بقيت ظلت خلال الفترات السلوقية والبارثيين، في عام 1849 ميلادي تم إطلاق اسم إريك وتم العثور على الحفريات فيها، يقال أنّ اسم العراق الحالي مشتق من اسم أوروك، في الأساطير القديمة كانت أوروك بأنها عاصمة كلكامش، يقول العلماء أوروك من أقدم المدن، بالإضافة إلى إلى أنّها واحدة من أوائل المدن، كانت أوروك القوة الأولى لتشكيل الدولة خلال فترة أوروك وفي عام 3200 قبل الميلاد بدأت عملية توسع أوروك.
خلال تلك الفترة تحولت من قرى زراعية صغيرة إلى أكبر مراكز حضارية وتعد أكبر مراكز بيروقراطية وعسكرية وتحتوي على مجتمع طبقي، على الرغم من تواجد مستوطنات عديدة مع أوروك، كان لثقافة فترة أوروك التي قام بتصديرها التجار والمستعمرون السومريون تأثير على جميع الشعوب المحيطة، والتي تطورت بشكل تدريجي من الناحية الثقافية والاقتصادية، إلا أنّها لم تتمكن من استمرار سيطرتها على مستعمراتها إلا بالقوة العسكرية.
كانت العوامل الجغرافية لها دور كبير في دعم التطور في أوروك، حيث أنّها تقع في الجزء الجنوبي من بلاد ما بين النهرين، وتتميز بموقع حضاري قديم والذي يقع على نهر الفرات، كان لها دور كبير في دعم مجموعة كبيرة من النباتات، وقد ساعد قربها من الأنهار من نمو أكبر مستوطنة سومرية، من حيث عدد السكان والمساحة.
تاريخ مدينة الوركاء
أدى الفائض الزراعي وعدد السكان الكبير في أوروك على تسهيل عمليات مثل التجارة والتخصص في الحرف وتطور الكتابة في عام 3300 قبل الميلاد نشأت الكتابة في أوروك، تم العثور على عدد من الحفريات مثل الفخار وتم العثور على ألواح الكتابة، وتعد عملية التنقيب في أوروك عبارة عن عملية معقدة، حيث تم إعادة تدوير المباني القديمة إلى مباني حديثة، وقد أدى ذلك إلى إلغاء تواجد طبقات الفترات التاريخية المختلفة، في عام 3100 قبل الميلاد نشأت الطبقة العليا، تم تأسيس أوروك على يد الملك إنمركار، على الرغم من أن قائمة الملوك تختلف من ملك إلى آخر، إلا أن ملحمة إنمركار ولورد أراتا تشير إلى أن إنمركار بنى بيت السماء.
كانت منطقة إينا عبارة عن مجموعة من المباني والتي تم إبعادها عن المدينة وتم بناء منطقة آنو على أطراف معبد في الأعلى، كانت إنانا منذ أقدم فترة أوروك طوال تاريخ المدينة، كانت بقية المدينة مكونة من منازل، مجمعة حسب مهنة الساكنين، في مناطق حول إينا وآنو، تم وصف مدينة أوروك وتم وصفها بأنّها كانت تتبع نظام قناة تم وصفه بأنّه البندقية في الصحراء، كانت مدينة أوروك تقع جنوب غرب نهر الفرات القديم، تقع الوركاء في شمال شرق نهر الفرات الحديث.
مرت مدينة أوروك بعدة مراحل وتم العثور على عدة آثار وفي عام 5000 قبل الميلاد بدأت فترة أوروك الثامن عشر وفي عام 4800 قبل الميلاد بدأت فترة أوروك التاسع عشر، أما في عام 4000 قبل الميلاد تم تأسيس الفترة المبكرة لمدينة أوروك، وبدأت الفترة الوسطى في عام 3800 قبل الميلاد، أما المرحلة الخامسة فقد كانت بدايتها في عام 3100 قبل الميلاد.
منطقة آنو العظيمة أقدم من منطقة إينا تم العثور هنا على عدد من الكتابات، وتم تخصيصها لإله السماء السومرية، وخلال فترة أوروك الثالثة، تم بناء المعبد الأبيض الضخم الكبير وتم فيما بعد اكتشاف هيكل يعود تاريخه إلى فترة أوروك السادسة، تم بناء المعبد الحجري من الحجر الجيري وتم بناء المنصة فوق حصيرة تم حياكتها من القصب، والتي كانت تستخدم بشكل طقسي كسرير للزواج، كانت المدينة مصدر الطاقة التوليدية وتم التنقيب والعثور على عدد من الحفريات.
مراحل تشكل مدينة الوركاء
في 4000 قبل الميلاد كانت بداية مدينة الوركاء عبارة عن تلة ضخمة خلال فترة أوروك، وتم توسيعها فيما بعد تم استخدام في المرحلة الأولى عدد من الصفات المعمارية، وفي عام 3000 قبل الميلاد كانت بداية فترة أوروك الثالثة وتم خلال تلك الفترة بناء المعبد الأبيض، يقال أنّ المعبد الأبيض هو مركز السلطة السياسية في أوروك خلال تلك الفترة، كما أنّها كانت ذات أهمية تاريخية وظهرت كل من الكتابة والعمارة العامة الضخمة هنا خلال فترة أوراك السادسة تم اعتبار إينا على أنّها أول مدينة وحضارة حقيقية في تاريخ البشرية.
في الفترة السادسة تم بناء أول معبد في آيانا، وفي الفترة الثانية من أوركاء تم بناء معبد الحجر الجيري على ارتفاع مترين من الأرض الصخرية، تم فيما بعد بناء المباني خلال فترة عملية التوسع الكبير في أوروك وانتشرت التجارة على مسافات بعيدة وتعد تلك الفترة هي استمرار للهندسة المعمارية من الفترة السابقة، تعد فترة أوروك الرابعة عبارة عن إعادة إحياء الثقافة، وتم خلال تلك الفترة هدم معبد الحجر الجيري وتم وضع المعبد الأحمر مكانه، وتم تدمير تلك المباني في فترة لاحقة من فترات أوروك.
خلال الفترة الثالثة في أوروك كانت عملية البناء مختلفة عن المراحل التي سبقتها، تم استبدال مجمع المعابد الضخمة بحمامات وبدأت تلك الفترة في عام 2900 قبل الميلاد مع بداية عصر سومر، وبدأت المشاكل الاجتماعية الكبيرة وذلك عندما سيطرت أوروك على باقي الدول المنافسة لها، وكانت الهندسة المعمارية في تلك القلعة عبارة عن انعكاس لذلك الاضطراب.
كانت مدينة أوروك عبارة عن مدينة مزدهرة خلال فترة السلالات السومرية، وعند بداية حكم الأسرة الثانية تم ضم أوروك في نهاية المطاف من قبل الإمبراطورية الأكادية وبدأت بعد ذلك في مرحلة الانحراف، خلال الفترة السومرية الجديدة تميزت مدينة أوروك بالانتعاش وكانت عبارة عن مركز اقتصادي وثقافي خلال فترة حكم أور وتم فيما بعد بناء عدد من المباني وإعادة ترميم القديمة منها، في عام 850 قبل الميلاد بدأت مدينة أوروك في الانهيار ووقعت تحت حكم الأِشورريون والبابليون.
تعد مدينة أوروك من المدن التي تم تأسيسها في آسيا ومرت بعدة مراحل وتمكنت خلال فترة حكم السلالة السومرية من الوصول إلى أعلى مراحل تطورها وازدهارها.