تاريخ مدينة بنغالور الهندية

اقرأ في هذا المقال


تعد مدينة بنغالور في جنوب الهند وتم في عام 1830 ميلادي اختيارها عاصمة لمدينة كارناتاكا، وتعد أنّها أكبر مدن الهند، تقع على قمة من التلال الشرقية في هضبة كارناتاكا في الجزء الجنوبي الشرقي ولاية دلهي.

مدينة بنغالور

في عام 1537 ميلادي تم بناء مستوطنة حول حصن من الطين والذي تم بنائه من قِبل الزعيم المحلي كيمبي جودا، وفي عام 1761 ميلادي أعيد بناء الحصن من الحجر، في عام 1831 ميلادي كانت مدينة بنغالور المقر الرئيسي للإدارة البريطانية، وذلك عندما تم ترميم الراجا وبقيت بريطانيا محتفظة بسيطرة إدارية وعسكرية في المدينة حتى استقلال الهند في عام 1947 ميلادي، أصبحت بنغالور فيما بعد عاصمة ولاية ميسور الجديدة وظلت العاصمة أثناء إعادة تنظيم الدول في عام 1956 ميلادي، في عام 1973 ميلادي تم تغيير اسم مدينة ميسور إلى اسم مدينة كارناتاكا.

في الخمسينات بدأت الهجرة بالتوسع إلى بنغالور، حيث استثمرت الدولة أموالها في القطاع العام والتعليم، تم إيجاد فرص عمل لعشرات الآلاف من الناس في جنوب الهند، وبدأت مدينة بنغالور بالازدهار وأصبحت واحدة من أكبر المدن في البلاد، كان النمو الاقتصادي للمدينة يعتمد بشكل كبير على الصناعات التحويلية، في بداية التسعينيات شجع مزيج من سياسات التحرير الاقتصادية الوطنية الجديدة وظهور نظام تعليمي قوي في المدينة على تطوير قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في بنغالور وساعد ذلك على ظهور الحضارات الصناعية المتقدمة وتم خلال تلك الفترة تأسيس عدد من المجتمعات فيها.

تتكون مدينة بنغالورو من البلدة القديمة والتي تم بنائها على الرمال على جانب عدد من المناطق النائية الحديثة،  والتي تم وضعها على نظام شبكي في الشمال والجنوب وكان يوجد العديد من الحدائق والشوارع الواسعة، تقع منطقة عسكرية كبيرة جنوب شرق وسط بنغالورو، ويوجد فيه عدد من المواطن السكنية والتي تم بنائها على مر التاريخ، تتمتع مدينة بنغالور بجو لطيف في الصيف  وشتاء معتدل، في عام 1956 ميلادي تم بناء عدد من المباني التشريعية وفي عام 1867 ميلادي تم بناء المحكمة العليا فيها، بالإضافة إلى عدد من المتاحف المهمة والتاريخية، كما يوجد فيه عدد من المتنزهات.

تدير الحكومة الفيدرالية في المدينة مراكز الطائرات والسكك الحديدية، وتمتلك الولاية مصانع لتصنيع المعدات الكهربائية والهاتفية والخزف والصابون، تنتج الكيانات المملوكة للقطاع الخاص المستحضرات الصيدلانية والمنسوجات والراديو والأواني الزجاجية والجلود والأحذية والأدوات الزراعية يتم تصنيع منتجات خشب الصندل، عند نهاية القرن العشرين أصبحت المدينة عبارة عن مركز لصناعة التكنولوجيا العالية وخاصة صناعة التكنولوجيا وتم افتتاح عدد من شركات التكنولوجيا المتعددة الجنسيات مكاتب هناك، كما تم تأسيس  الشركات المحلية الكبرى.

في عام 1998 ميلادي تم افتتاح حديقة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتي تم بنائها في شرق وسط بنغالورو، كما كانت عبارة عن مدينة تضم عدد كبير من شركات التكنولوجيا والبرمجيات والاتصالات السلكية واللاسلكية، وأصبحت الحديقة تسمى باسم وادي السيليكون في الهند، في عام 2007 ميلادي أصبحت تسمى باسم منطقة بنغالورو الكبرى، وأخذت عملية النمو السريع للأنشطة المتعلقة بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات تزداد في المدينة، وكانت الحكومة تقوم بدعم  المشاريع، وأدى ذلك إلى فتح مشاريع صناعية كبيرة.

تاريخ مدينة بنغالور القديم

تقع بنغالورو في منتصف شبكة الطرق والسكك الحديدية الموجودة في جنوب الهند، تقع على الطريق السريع الوطني الذي يربط بين الشمال والجنوب في وسط الهند، وترتبط بالطرق الرئيسي مع مومباي، وهي مرتبطة بولاية كيرالا عبر ميسور، من خلال تلال نيلجيري وجاب بالغات، وهي أيضًا محور سكك حديدية إقليمي، مع خطوط تشع في جميع الاتجاهات، تم افتتاح المطار الدولي في بنغالور في شمال شرق وسط بنغالور، وكانت المدينة لديها شبكة حافلات واسعة، ويمكن الوصول بسهولة إلى سيارات الأجرة، تم افتتاح الجزء الأول من نظام سكة حديد للنقل السريع، في وسط بنغالورو.

في عام 1916 ميلادي تم تأسيس جامعة بنغالور وفي عام 1924 ميلادي تم تأسيس جامعة العلوم الزراعية، وفي بداية القرن الواحد والعشرين تم تأسيس عدد من الجامعات الطبية، وتعد مدينة بنغالور أنّها موطن للعديد من الملاعب الرياضية والهيئات الإدارية، كما يوجد فيها أكاديمية الكريكيت الوطنية الهندية والذي يستضيف مباريات الكريكيت على المستويين المحلي والدولي، وتم استضافة مباريات التنس الدولية المحترفة في المدينة، كما تعد محاصيل الدخن والبذور الزيتية من المحاصيل المهمة في المدينة، ويتم تربية المواشي والأغنام فيها، كما يتم دعم صادرات الجرانيت من خلال العدد الكبير من المحاجر في المدينة، ويوجد فيها هضبة كارناتاكا الموجودة في جنوب الهند وكانت تسمى أرض التربة السوداء.

تتكون هضبة كارناتاكا من صخور بركانية قديمة وصخور بلورية وجرانيت من عصر ما قبل الكمبري، تشمل الجداول الرئيسية التي تستنزف المياه جودافاري وكريشنا وكافيري وتونغابهادرا وشارافاتي وبهيما، وتحتوي على أعلى شلال في الهند، وتعد الشلالات من أهم مصادر الطاقة الكهرومائية في البلاد وهي أيضًا عامل جذب سياحي رئيسي، تندمج الهضبة مع تلال نيلجيري في الجنوب، يتم تصدير خشب الصندل ويستخدم خشب الساج والأوكالبتوس بشكل كبير في صناعة الأثاث والورق، كما يتم استخراج والمنغنيز والكروم والنحاس والبوكسيت من أراضيها.

كما توجد نسبة كبيرة من خام الحديد في تلال بابا بودان والذهب والقطن والأرز وقصب السكر وبذور السمسم والفول السوداني، كما يوجد فيها التبغ والفواكه وجوز الهند والقهوة والتي تعد من أهم المحاصيل الرئيسية، كما يوجد فيها صناعة المنسوجات والأغذية وتجهيز التبغ والطباعة هي الصناعات المهمة وقد ساعد ذلك مدينة بنغالور في جعلها من أهم المدن الصناعية والتجارية في الهند، وكانت المصانع الكثيرة فيها تقوم على دعمها اقتصادياً وجعلها من أقوى المدن الهندية اقتصادياً.

تاريخ مدينة بنغالور الحديث

تعرضت مدينة بنغالور للكثير من الغزوات والصراعات و التمردات الداخلية وتم خلال تلك الصراعات تدمير جزء كبير من أراضيها وحاولت الحكومة الهندية إعادة بنائها من جديد وقامت فيها تمردات ضد الحكم البريطاني وسيطرت بريطانيا خلال فترة من الفترات عليها لفترة طويلة وقام شعبها برفض الحكم البريطاني في أراضيهم، إلا أنّ القوات العسكرية البريطانية كانت تقوم بقمع التمردات وقتلت عدد كبير منهم، ولم تتمكن المدينة من الحصول على الاستقلال، إلا بعد استقلال الهند.

تعد مدينة بنغالور احد المدن الهندية والتي تتميز بوجود مجموعة كبيرة من المصانع وأقامت مصانع المنسوجات وأهم ما تشتهر المدينة هو زراعة القطن والقمح وتعرضت المدينة للغزو البريطاني ووقعت تحت الحكم الإداري والعسكري البريطاني لفترة طويلة وحصلت على استقلالها والحكم الإداري الخاص بها بعد انتهاء الحكم البريطاني.


شارك المقالة: