تعد مدينة تاجوم أحد المدن الفلبينية الساحلية والتي ترتبط مع مجموعة من المدن بواسطة البحر، وكان لها دور كبير في تطور الاقتصاد الفلبيني البحري، وقد أدى موقعها البحري إلى تعرضها للكثير من الغزوات.
أصل مدينة تاجوم الفلبينية
كان الاسم القديم لمدينة تاجوم هو مانقوبا وكان المكان عبارة عن برية شاسعة، في المناطق الساحلية كان معظم هؤلاء الناس يكسبون طعامهم من خلال الصيد، كان التحول الوحيد المسجل لهذه البرية الشاسعة خلال عام 1929 ميلادي عندما جاء رجل يدعى سولبيسيو كويرانتي من موالبوال سيبو وعاش في المكان، وجاء المزيد من الناس من الأماكن المجاورة وقاموا ببناء مساكن هناك، كما نظموا أنفسهم في جمعيات، اشترت هذه المنظمة مسكنًا لأحد السكان الأصليين في مدينة تاجوم وقسمته إلى قطع.
وكانت مدينة تاجوم جزء من مدينة دافاو، وأطلق عليها اسم تاجوم في عام 1941 ميلادي، حتى تم تحويلها إلى مدينة مستأجرة في عام 1998 ميلادي وكان يطلق عليها اسم مدينة تاجوم، كما إنّها تعد واحدة من أكثر مدن الفلبين استقلالاً، على الرغم من أنّها مجمعة مع مقاطعة دافاو ديل سور لأغراض إحصائية أخرى، والمدينة هي أيضاً المركز الإقليمي لمنطقة دافاو.
وقبل وصول الإسبان كانت المنطقة التي أصبحت الآن مدينة دافاو يحكمها شعب باجوبو، ولم يصل نفوذ الإسبان إلى المنطقة حتى عام 1848 ميلادي، وذلك عندما احتل دون خوسيه أويانغورين جويبوزكوا المنطقة مع أكثر من سبعين رجلاً، المنطقة التي يحكمها داتو باغو من دافاو، عندما غزا دون أويان غوران المنطقة التي كانت توجد فيها مملكة داتو باغو بنى مدينة تسمى نويفا فيرغارا في ذلك العام من مسقط رأسه في إسبانيا.
ويقل أيضاً أنّه خلال قيادة دون أويانغورين كحاكم لمقاطعة نويفا غويبوزكوا، حيث كانت عاصمتها مدينة نويفا فيرغارا التي أطلق عليها الإسبان اسم داباو منذ إنشاء المدينة حتى عام 1867 ميلادي، كان هناك سلام واسع النطاق في منطقة خليج داباو، على الرغم من أنّ أيا من حلفائه في مانيلا يدعمه في غزو داباو، حاول المحافظ أيضاً إجراء إصلاحات لتوسيع المنطقة ولكن لم يحدث شيء مع إصلاحاته.
وبدأ الحكم الأمريكي في عام 1898 ميلادي حصل أحد رجال الأعمال اليابانيين على إذن من الحكومة الأمريكية في الفلبين لمسح المنطقة في عام 1903 ميلادي، وحولها إلى مزارع من القنب وجوز الهند خلال هذه الأوقات هي بداية النمو السكاني والنمو الاقتصادي في هذا المجال، في 1936 ميلادي أصبحت مدينة تاجوم مدينة كاملة، 1941 ميلادي قصف اليابانيون المدينة استمر حكمهم فيها منذ عام 1942 ميلادي إلى عام 1945 ميلادي عندما احتل الجيش الأمريكي والجيش الفلبيني المدينة.
وفي عام 1967 ميلادي تم تقسيم مدينة دافاو إلى ثلاث مقاطعات، وكانت الحكومة الفلبينية تنوي من خلال عملية التقسيم خضوع المدينة للحكومة الفلبينية وتخليصها من الصراعات التي كانت قائمة في أراضيها.
تاريخ مدينة تاجوم القديم
لا بد من المعرفة بأنّ أراضي الفلبين تعد من بين أقدم الأراضي في العالم وكانت في السابق عبارة عن أراضي واحدة، ولكن بسبب تعرضها للبراكين والزلازل، فإنّ أراضيها قد تم تقسيمها إلى عدة أجزاء، كانت مدينة تاجوم خلال العصر الحجري تعد جزء من أحد الجُزر الفلبينية وذلك حسب ما تم ذكره في الكتب الفلبينية، حيث لم يتم الحصول على الأدلة التي تثبت بأنّها كانت أرض منفصلة خلال العصر الحجري ولم يتم العثور على الأدلة التي تثبت إقامة الإنسان فيها خلال العصر الحجري.
بينما في العصر البرونزي فقد كانت الأدلة أكثر بكثير والذي تم الذكر فيه عن تاريخ المدينة خلال تلك الفترة وأشهر ما كان يوجد فيها هو المعادن البرونزية ومن أكثرها الأواني التي كان يستخدمها السكان ويقال أنّ السكان كانوا يقيمون حول الأنهار خلال تلك الفترة وكانوا يصطادون الأسماك للحصول على قوت يومهم، كما يقال أنّهم كانوا يبنون منازلهم من الخشب وأوراق الشجر وكان لسكانها ثقافة مختلفة عن ثقافات باقي المدن الفلبينية.
بدأت مدينة تاجوم بعد ذلك بالتطور وتعتبر عصور ما قبل الميلاد بالظهور بشكل كبير، وكانت الصين تقوم بأنّ أراضي مدينة تاجوم جزء من الأراضي الصينية وذلك قبل أنّ تتم عملية الانقسام في جنوب شرق آسيا، حيث حاولت سلالة هان الصينية السيطرة عليها وضمها للإمبراطورية الصينية وفي ذلك الوقت كان ظهور سلالة وو الحاكمة والتي كانت تسعى في أنّ تكون أوائل السلالات الحاكمة التي تملك أكبر الإمبراطوريات في جنوب شرق آسيا، وقد أدى ذلك إلى نشوء صراع بين السلالتين.
ومع انتهاء الصراع بين سلالة هان وسلالة وو، تمكنت سلالة وو من وضع مدينة تاجوم تحت حكمها وتمكنت من جعلها عاصمة لإمبراطوريتها جعلت منها منطقة مزدهرة ومركزاً للثقافة الفلبينية، فقد سُجل أنّه تم بناء أول المراكز التعلمية خلال حكم سلالة وو في مدينة وو، وقد ساعد وجود الكثير من الشعوب فيها إلى تنوع الثقافة واللغات فيها، فقد ساعد وجود الشعوب المتنوعة فيها إلى جعلها منطقة غنية قافياً وتم العثور على مجموعة من الكتب التي يعود تاريخها إلى تلك الفترة وقد تم الكتابة فيها بعدة لغات.
واستمرت مدينة تاجوم تحت حكم سلالة وو حتى انهارت ويقال أنّها وقعت بعد ذلك تحت حكم سلالة هان الصينية، ولعل ذلك قد أكسب مدينة تاجوم مجموعة متنوعة من الحضارات والتي ما تزال موجودة على أراضيها، وكانت في تلك الفترة ظهور للإمبراطورية المغولية في المنطقة وقد زارها مجموعة من المغول ولم تكن الإمبراطورية المغولية في ذلك الوقت الدخول في صراع مع سلالة هان والسيطرة على مدينة تاجوم.
بدأت إسبانيا بإرسال مجموعة من العلماء لاستكشاف أراضي جنوب شرق آسيا، وكانت الفلبين من أوائل الدول التي سعت إسبانيا السيطرة عليها وعلى الرغم من محاولة البرتغال السيطرة عليها، إلا أنّ إسبانيا منعت القوات البرتغالية من الإقامة فيها وضمت مدينة تاجوم إلى الإمبراطورية الإسبانية الاستعمارية وجعلتها قاعدة لتزويد القوات العسكرية بالأسلحة والمواد الغذائية.
كانت اليابان في ذلك الوقت تحاول جعل الأراضي الفلبينية تحت حكمها وكانت تريد فرض سيطرتها وقوتها في المنطقة، وقامت بإرسال قواتها العسكرية إلى مدينة تاجوم، وخاضت صراع ضد الفلبين، ولم تتمكن القوات الفلبينية من هزيمة القوة اليابانية، الأمر الذي دفع الولايات المتحدة الأمريكية التدخل وخاصة مع زيادة عمليات القمع التي كانت تقوم بها القوات العسكرية اليابانية ومع نهاية الحرب العالمية الثانية أعلنت اليابان استسلامها وتم إعلان استقلال الفلبين.
نستنتج بأنّ مدينة تاجوم هي أحد المدن الفلبينية الساحلية والتي وقعت تحت حكم اليابان وإسبانيا وتعد هي القوة الاقتصادية البحرية في الفلبين.