تقع مدينة تاكاهاما في منطقة واكاسا على طول بحر اليابان وقد تنعمت دائماً بالمنتجات البحرية الوفيرة وخلال فترة نارا وفترة هييان اشتهرت بتقديم منتجات بحرية مهمة مثل الأسماك والملح كقرابين إلى البلاط الإمبراطوري في كيوتو؛ ممّا أدى إلى تسمية المقاطعة باسم ميكيتسو كوني والتي تعني مقاطعة حيث يأكل الإمبراطور، حيث يتم نقل المأكولات البحرية الطازجة على طول سلسلة من الممرات الجبلية المعروفة باسم سابا كايدو التي تربط منطقة واكاسا بالعاصمة القديمة لكيوتو وساهم هذا التبادل في تطوير ثقافة طهي فريدة من نوعها.
مدينة تاكاهاما الياباينة
سابا كايدو والتي تعني طرق الماكريل السريعة وهو مصطلح عام للطرق القديمة التي تربط محافظة فوكوي وبحر اليابان بالعاصمة القديمة كيوتو، وعلى الرغم من أنّه تم نقل مجموعة متنوعة من المنتجات البحرية على طول هذه الطرق، إلا أنّها أخذت اسمها من كلمة سابا وتعني الماكريل، حيث تم نقل كميات كبيرة من الماكريل بشكل خاص، ويتم نقل المأكولات البحرية الطازجة التي يتم اصطيادها في واكاسا سيراً على الأقدام على طول هذه الطرق المتعرجة التي تمر عبر سلسلة من الممرات الجبلية قبل الوصول إلى شمال كيوتو، ومن ثم أتى سابا كايدو والذي كان له دور كير في التبادل الثقافي بين دول جنوب شرق آسيا من حيث نقل ثقافات الماكولات البحرية.
كشفت أعمال التنقيب في أطلال قصر هيجو في نارا عن كتابات تشير إلى عروض سوشي الدنيس من منطقة تاكاهاما ويدل ذلك على أنّه أقدم دليل معروف على السوشي اليوم، لا يزال تاكاهاما رائعاً لمحبي السوشي مع المأكولات المفضلة مثل الماكريل المشوي تشيراشي سوشي، نظرا لشواطئ تاكاهاما الجميلة وموقعها الجغرافي، فقد كانت معروفة على نطاق واسع بأنها أحد المنتجعات الشاطئية الرائدة في اليابان، ممّا يجعلها ملاذاَ صيفياً للعديد من سكان كيوتو وأوساكا وقد أدى ذلك في أنّ تكون تاكاهاما في يوم من الأيام موطناً لنزل مينشوكو أكثر من أي مكان آخر في اليابان.
نظراً لكونها مدينة ساحلية صاخبة في منطقة واكاسا وبفضل التبادل الثقافي مع كيوتو، طورت تاكاهاما ثقافة غنية تأثرت بكل من الأرض والبحر، ولا يزال من الممكن تتبع جذورها الثقافية حتى اليوم، ويوجد فيها فندق سياحي يقام فيه احتفال تاريخي مرة واحدة فقط كل ست سنوات، يستمر المهرجان الذي يستمر لمدة أسبوع ويتركز حول ضريح ساكيتشي منذ أكثر من 450 عاماً، وهو أحد أكبر المهرجانات في منطقة واكاسا بأكملها.
تاريخ مدينة تاكاهاما الياباينة
منذ العصور القديمة كان يُعتقد أن الأوبئة والكوارث هي أرواح العمل الانتقامية ومن أجل تهدئة هذه الأرواح كان الناس يقدمون ماتسوري كقربان لمدة سبعةأيام ، تنبض المدينة بالحياة حيث يحمل السكان المحليون مزارات ضخمة محمولة ميكوشي وعوامات مهرجان هيكياما عبر الشوارع مع مجموعة متنوعة من العروض التقليدية التي تم توزيع تقنياتها وحفظها عبر الأجيال؛ ممّا يجعلها مكاناً مخصصاً الممتلكات الثقافية غير المادية.
من أشهر الشخصيات القديمة فيها هو الراهب ماستر سوين شاكو والذي ولد في عام 1859 ميلادي وكان راهب زن استثنائي من مدرسة رينزاي، اشتهر بتوجيهه ناتسومي سوسيكي في تأمل الزن وأصبح أول معلم زان يقدم زن الياباني إلى العالم في البرلمان العالمي للأديان، والأول الذي عقد في شيكاغو عام 1893 ميلادي، ترجم إلى الإنجليزية أشهر تلميذه دي تي سوزوكي، كانت نصوص سوين هي الأولى التي تستهدف الجمهور الأمريكي وستصل إلى سد الفجوة الثقافية بين العالمين الشرقي والغربي.
يوجد في تاكاهاما نصب تذكاري لمسقط رأس سوين مع جولات حيث يمكنك السير على خطى هذا الرجل العظيم وكذلك المعابد حيث يمكنك تجربة تأمل الزن، كانت تاكاهاماتشو التي تضم العديد من الشواطئ في المدينة معروفة على نطاق واسع بأنّها واحدة من مناطق المنتجعات الرائدة في اليابان، في ذروتها يمكن أنّ تصل إلى مليون شخص في صيف واحد، لا تزال أزقة منطقة وادا التي تصطف على جانبيها بيوت الضيافة والنزل تحتفظ بأجواء تلك الأيام.
كان شاطئ واكاسا وادا هو الأول في آسيا الذي حصل على شهادة العلم الأزرق الدولية للشهادة البيئية تحت شعار الحفاظ على المحيط الجميل لأطفالنا حتى بعد 100 عامن قد اهتم سكانها في جعلها مدينة ذات أهمية كبيرة، فقاموا ببناء عدد من المنتجعات السياحية والتي تعتبر مهمة عبر العالم، من العصور القديمة إلى فترة هييان كانت البلدان التي قدمت المأكولات البحرية للإمبراطور تسمى “ميكيتسوكوني” ويقال إنها دعمت تطوير المطبخ الياباني منطقة واكاسا هي واحدة من منطقة ميكيتسوكوني.
يوجد في مدينة تاكاهاما طريق سابا كايدو وهو طريق الذي كان ينقل المأكولات البحرية من واكاسا إلى كيوتو عندما لم يكن هناك خط سكة حديد، في الفترة الأخيرة أطلق عليها اسم سابا كايدو، لعبت سابا كايدو دوراً مهماً كطريق للتبادل الثقافي وتعد نقطة الانطلاق للطريق السريع الغربي للماكريل، تم نقل العديد من المنتجات البحرية إلى كيوتو، لا تزال المأكولات البحرية في واكاسا، بما في ذلك واكاسا غوجي، تُعامل على أنّها مكون لا غنى عنه في المطاعم في كيوتو.
ومن أهم الآثار الموجودة في مدينة تاكاهاما ديرا القاعة الرئيسية وتمثال باتو كانون ذو المقاعد الخشبية والتمثال القائم لكونغو ريكيشي وكلها مصنفة كممتلكات ثقافية مهمة، توجد أيضاً غرفة شاي في المنطقة، كما يوجد المناظر الطبيعية من منتصف الطريق إلى أعلى جبل أوبا جميلة ويمكنك قضاء وقت الاسترخاء هنان ومعبد أوماغوجي الذي قيل أنّ الأمير شوتوكو والذي يحتوي على تمثال خشبي جالس لباتو كانون وهو الشيء الرئيسي للعبادة وهو ملكية ثقافية مهمة، ومن المعروف أنّها مكان شهير لأزهار الكرز في الربيع والأوراق الملونة في الخريف، ليس فقط ناكاياما ديرا وأودي ديرا، ولكن الأضرحة والمعابد في تاكاهاما كلها منسجمة بشكل رائع مع الطبيعة.
يقام مهرجان تاكاهاما لمدة سبعة سنوات في ضريح ساكيجي كل سبعة سنوات في العصور القديمة، ويقال ذلك المهرجان حسب ما يعتقد السكان لطرد الأرواح الشريرية والأمراض المنتشرة في المدينة، وكما يقال أنّها كانت مجرد اعتقادات ولا يوجد لها دليل للصحة.
تعد مدينة تاكاهاما من المدن اليابانية التي أقام فيها الحكام اليابانين وكانت تشتهر بوجود الأطعمة البحرية فيها وبكثرة وكان حكامها بناء طريق لنقل الماكولات البحرية لباقي المدن اليابانية، حيث لم يكن يوجد سكة حديد خلال العصور القديمة.