تاريخ مدينة تشويو ياماناشي اليابانية

اقرأ في هذا المقال


تعد مدينة ياماناشي كين نة مدينة غير ساحلية وتقع في الوسط من مدينة هونشو، اليابان وعاصمتها هي مدينة كورفو والتي تقع في وسط مدينة ياماناشي، ويعد جزء كبير من أراضيها عبارة عن أراضي جبلية ومنهم جبل شيران ومجموعة من القمم الموجودة في جبال الألب اليابانية الجنوبية في الغرب والشمال الغربي، بالإضافة إلى جبل فوجي والذي يعد أعلى نقطة في اليابان ويقع على جانبي الحدود الجنوبية، تعد مدينة ياماناشي مابانية التي لها تاريخ عريق من المدن اليابانية التي لها طريق مهم وعريق في التاريخ الياباني.

 مدينة تشويو ياماناشي اليابانية

تعد مدينة ياماناشي بأنها عبارة عن بلد زراعي وتعتمد في اقتصادها بشكل كبير على القطاع الزراعي، وتتميز بوجود حقول التوت الكبيرة وبساتين الخوخ والتفاح والكرز، كما يتم زراعة عنب الكوشو، ويوجد فيها المصانع الصغيرة التي تصنع المنتجات والأغذية المصنعة، وتعد هي مدينة كورفو الموجودة في مدينة ياماناشي هي المركز الصناعي وتعليمي في المدينة، كما يقع جزء كبير من أراضي ياماناشي داخل منتزهات مينامي الألب في الجهة الغربية وتقع مدينة تشيتشيبو تاماكي في الجهة الشمالية منها، كما يوجد فيها المنتزهات الوطنية ومنها منتزهات فوجي هاكوني إيزو والتي تقع في الجنوب، كما تعتمد مدينة ياماناشي على القطاع الزراعي بشكل كبير وتعتبر السياحة مهمة للاقتصاد المحلي فيها.

 تاريخ مدينة تشويو ياماناشي اليابانية

لو سافرنا بالزمن إلى الوراء إلى حيث فترة الممالك المتحاربة وبالضبط إلى مقاطعة كاي القديمة، كانت تلك الفترة من أهم فترات مدينة ياماناشي، حيث كانت أغصان أشجار أزهار الكرز ترقص بأناقة على أراضي المعارك المستمرة والمثيرة في المدينة أثناء فترة الممالك المتحاربة، يعيد هذا المهرجان تمثيل مسيرة قوات اللورد الإقطاعي تأكيدا شنغن والتي تُعرف بأنّها أقوى سلاح فرسان في فترة الممالك المتحاربة والتي بدأت في عام 1467 ميلادي واستمرت حتى عام 1509 ميلادي، ويتم إقامة ذلك المهرجان في كل عام من شهر نيسان في محطة كوفو ياماناشي ويحتفلون أهل المدينة بالأحداث المهمة التي جرت في المدينة خلال العقود الماضية.

تعرضت اليابان للكثير من الحروب وتمكنت خلال فترة قيامها المحافظة على أراضيها وضم مجموعة كبيرة من الأراضي إلى مستعمراتها وقد ساعدها ذلك في خلق مجموعة من القادة العسكريين الأقوياء والذين لمع اسمهم في التاريخ العسكري الياباني وتمكنوا من دخول أقوى المعارك ضد أقوى الإمبراطوريات ومن أشهر القادة العسكريين في اليابان والذين يعود أصلهم إلى مدينة ياماناشي هو القائد العسكري تاكيدا شنغن والذي سعى خلال حروبه العمل على توحيد اليابان وذلك خلال فترة حكمه، إلا انّه توفى قبل من أنّ يتمكن من ذلك.

أقام الإنسان في منطقة ياماناشي منذ حوالي ثلاثين ألف عام، حيث انتقل مجتمع ما قبل التاريخ في ياماناشي من مرحلة الصيد وصيد الأسماك والتجميع إلى مرحلة إنتاج الأرز، ومن ثم إلى تشكيل القرية والتصنيف الإقليمي، ثم تم بناء عدد من القرى على تلال الدفن الترابية والتي يعود تاريخها إلى نهاية القرن الرابع ميلادي، من هذه البقايا يمكننا القول أنّ سكان سون هيل في أراضي ياماناشي كان يقيمون في تلك الأراضي، حيث توجد تلال الدفن المتقنة  وكان لهم تأثير كبير في المنطقة.

في القرن الثامن ميلادي كان يُطلق على ياماناشي اسم كاي نو كوني وكانت تتألف عدة مقاطعات ومنها مقاطعة ياماناشي ومقاطعة كاتسوشيرو ومقاطعة كوما ومقاطعة تسورو، كما كان يوجد مركز حول بلدات كاسوغاي وإتشينوميا وميساكا والذي لا يزال يوجد إلى وقتنا الحالي، مع بداية القرن الثاني عشر ميلادي، بدأ نبلاء البلاط في زعزعة نظام النظام القديم وبدأت العائلات العسكرية في السيطرة على السلطة، مع بداية عام 1131  بدأ حكم ابن يوشيكو ميناموتو وكيوميتسو ميناموتو وكينجي، من بين أجيال كانج التي تولت الحكم بعد ذلك كانت أجيال تاكيدا وأجيال نانبو وأسموارا و والتي ازدهرت خلال فترة حكمهم بشكل كبير.

في القرن السادس عشر ميلادي حصل شينجن تاكيداً على مكانة دايميو خلال فترة الممالك المتحاربة وبنى قصر تسوروجي وقلعة يوغي في كوفو، وحاول خلال تلك الفترة واعتماداً على على تلك القاعدة العمل على توحيد اليابان ووضعها تحت الحكم، في عام 582 ميلادي توفي تاكيدا، أصبح كاي نو كوني تحت سيطرة عشائر أودا وتويوتومي قبل أن يتم ضمه إلى توكوغاوا شوغون خلال فترة إيدو، في عام 1724 ميلادي أصبحت المنطقة تحت سيطرت حكم شنغتوا، مع تطوير كوشو كايدو تم تطوير الطريق السريع فيها كما تم تطوير نهر فوجي، وقد ساعد ذلك على نقل البضائع والمواد وكما ساعد ذلك على نشر الثقافة في المنطقة.

مع بداية القرن التاسع عشر ميلادي بدأت أنظمة الحكومة العسكرية تتناقض مع النظام العشائري وقد أدى ذلك إلى ضعف الاستقرار وقيام المقاومة في جميع أنحاء البلاد، خلال ذلك الوقت تم إجبار اليابان على الانفتاح من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا؛ وذلك من أجل أنّ تبدأ الطريق إلى التحديث، في عام 1868 ميلادي دخلت حكومة ميجي قلعة كوفو، أصبح نطاق حكومة كايفو مقاطعة كاي والتي أعيدت تسميتها في عام 1872 ميلادي باسم محافظة ياماناشي، ويحتفل سكان مدينة ياماناشي في كل عام بذكرى تأسيس مدينتهم.

في عام 1868 ميلادي بدأت فترة ميجي في اليابان وتم خلال تلك الفترة الترويج الصناعي لصناعة النبيذ والنسيج في اليابان ومع نهاية فترة حكم ميجي والتي كانت في عام 1911 ميلادي تم تأسيس سكة حديد تشو، وقد ساعدت تلك السكة على نشر الثقافة والصناعة في المنطقة، في البداية كان الإنتاج الزراعي في المدن الزراعية صغيراً، ومع بداية القرن العشرين قامت الكثير من الصراعات بين المستأجرين، في عام 1926 ميلادي، تم افتتاح خط مينابو للسكك الحديدية والذي أدى ذلك وضع حداً للنقل في نهر فوجي.

في عام 1945 ميلادي قامت الحكومة اليابانية؛ ممّا أدى إلى زيادة إصلاحات الأراضي الزراعية من عدد المزارع الفردية وتم إدخال زراعة الفاكهة في المنطقة، بدأت الصناعة والتجارة بالنمو بشكل كبير خلال الفترات التالية، في عام 1982 ميلادي تم افتتاح طريق تشو السريع؛ ممّا أدى إلى نمو صناعات القطاع الثالث والتي ما زالت مستمرة حتى يومنا هذا.

تعد مدينة ياماناشي من المدن اليابانية الغير ساحلية والتي لها تاريخ عريق وقديم ومهم بالتاريخ الياباني وأقام فيها الإنسان منذ أكثر من ثلاثون عاماً وخلال فترة قيامها خاضت المدينية الكثير من الحروب وبرز فيها القادة العسكريين المهمين الذين كان لهم دور في توحيد اليابان وتعتمد مدينة ياماناشي على القطاع الزراعي بالدرجة الأولى وعلى القطاع السياحي درجة ثانية في اقتصادها.


شارك المقالة: