تاريخ مدينة تشيناي الهندية

اقرأ في هذا المقال


تعد مدينة تشيناي بأنّها أحد المدن الهندية الجنوبية عاصمة ولاية تاميل نادو وتطل على خليج البنغال وتسمى باسم بوابة جنوب الهند وتعد من أهم المراكز الثقافية في الهند، يمر نهر كوم من وسطها ونهر أديار في الجزء الجنوبي منها وتتمتع بمناخ دافئ ورطب.

مدينة تشيناي الهندية

في القرن السابع عشر ميلادي بدأت المدارس تتطور في مدينة تشيناي دون خطة، وتم بناء حصن سانت جورج فيها، كما توجد توجد المناطق الصناعية في الجزء الشمالي والغربي منها، تقع المناطق السكنية الرئيسية في الغرب والجنوب، حيث تم إنشاء عدد من المباني السكنية الشاهقة الحديثة، وتقع القرى القديمة في الوسط.

كانت أكثر المباني تميزاً في المدينة هي المعابد السبعة الكبيرة، وتقع في أقسام مدينة جورج تاون وميلابور وتريبليكان، يوجد قصر تشيبوك ومبنى مجلس الشيوخ الجامعي والتي تم بنائها على طراز الديكان الإسلامي، وكما يوجد معهد فيكتوريا التقني ومباني المحكمة العليا وكان طريقة بنائها على نظام الهندوسيين وتعد من أكثر المباني جاذبية خلال فترة الحكم البريطاني في الهند، معظم سكان مدينة تشيناي هم من شعب التاميل، ويشكل الهندوس ما يقارب أربعة أخماس السكان في الهند، يشكل المسلمون والمسيحيون الجزء الباقي.

تعد لغة التاميل هي اللغة الأكثر انتشاراً في مدينة تشيناي، ويتحدث المتخصصين فيها اللغة الإنجليزية، ويتحدث نسبة قليلة من السكان لغة التيلجو، يتحدث عدد أقل بكثير من مجموعة متنوعة من اللغة الهندوستانية، مع نهاية التسعينيات بدأت عملية تطوير البرمجيات وتصنيع الإلكترونيات الجزء الأكبر من اقتصاد تشيناي، يوجد العديد من مجمعات التكنولوجيا فيها، كما يوجد العديد من  مكاتب الشركات الأجنبية في المدينة، كما يوجد عدد من الصناعات مثل صناعة السيارات والمطاط والأسمدة والجلود وخام الحديد والمنسوجات القطنية، يتم استيراد القمح والآلات والحديد والصلب والقطن الخام، كما توجد مصفاة نفط في تشيناي.

كما يوجد فيها عدد من الخدمات ومنها الخدمات السياحية والمالية، هي أيضا مهمة يقع المقر الرئيسي للبنك الهندي والبنك الهندي لما وراء البحار، وكلاهما تديره وزارة المالية في تشيناي، كما يوجد فيها الفنادق والمنتجعات الفاخرة والمطاعم والمراسي والحدائق، ترتبط مدينة تشيناي عن طريق البر والسكك الحديدية والجو والبحر، كما يوجد فيها مطار دولي وميناء بحري داخل المدينة، تعتبر شبكة خدمات الحافلات وعربات الريكاشة من وسائل النقل الشائعة، جنوب تشيناي تعد مدينة مامالابورام التاريخية بمعبد شور مقصدًا سياحيًا شهيرًا.

تم اختيار مدينة بصفتها عاصمة ولاية تاميل نادو وتعد مدينة تشيناي هي المقر التنفيذي والتشريعي للولاية، والتي توجد داخل حصن سانت جورج، في عام 1688 ميلادي تم تأسيس حكومة البلدية وكانت تسمى تشيناي كوربوريشن وتعتبر أقدم هيئة إدارية بلدية في الهند وكان المجلس يحكم شركة تشيناي، يتم انتخابه لمدة خمس سنوات ويتم اختيار رئيس البلدية من بين أعضاء المجالس، تم في جنوب غرب تشيناي إعادة ضبط الأمور والقواعد في المدينة والتي تاريخها إلى القدم.

تاريخ مدينة تشيناي القديم

منذ بداية العصر الحجري القديم. أصبحت مدينة تشيناي عبارة عن مركز حضري مهم خلال حكم سلالة بالافا، إلا أنّها كانت غير مهمة خلال تلك الفترة إلى أنّ بعد القرن السادس عشر ميلادي، ويقال أنّ تلك الفترة أنّ القديس توماس قام بدفن التجار الأرمن والبرتغاليين، في عام 1522 ميلادي تطورت شبكة تجارية حول ميناء سان تومي البرتغالي، وفي 1639 ميلادي قامت شركة الهند الشرقية البريطانية ببناء حصن ومصنع تجاري والتي كانت بالقرب من قرية الصيد في مادراسباتنام، في ذلك الوقت كان نسج الأقمشة القطنية صناعة محلية  ودعا الإنجليز التجار المحليين إلى الاستقرار بالقرب من الحصن.

في عام 1652 ميلادي تم الاعتراف بمصنع فورت سانت جورج كرئيس، في عام 1668 ميلادي قامت الشركة بتوسيع سيطرتها. في عام 1801 ميلادي تم تجريد آخر الحكام المحليين من سلطاته، وأصبحت بريطانيا هي حاكمة جنوب الهند وأصبحت مدراس العاصمة الإدارية والتجارية لها وذلك عند استقلال الهند، أصبحت رئاسة مدراس في ولاية مدراس وتم في عام 1967 ميلادي إعادة تسميتها باسم تاميل نادو، وبقيت مدينة مدراس عاصمتها، في عام 1996 ميلادي قامت حكومة تاميل نادو بتغير اسم المدينة إلى تشيناي بشكل رسمي.

تعد جامعة مدراس من أهم المؤسسات للتعليم العالي في الهند تسيطر عليها الدولة وتقع في مدينة مدراس، وهي  واحدة من بين ثلاث جامعات أسستها بريطانيا في عام 1857 ميلادي، تطورت مدينة مدراس وأصبحت عبارة عن مؤسسة تعليمية ومركز للأبحاث، مع بداية قرن السبعينيات أصبحت الجامعة تتكون من إحدى عشر كلية للدراسات العليا، وكانت جميعها واقعة في ولاية تاميل نادو، كما كان يوجد فيها عدد من المراكز العلمية للفيزياء والكيمياء وكان يدرس فيها باللغة الهندية والإنجليزية.

برز خلال تلك الفترة مجموعة من التجار الإنجليز والذين كان لهم دور كبير في نشر التجارة في مدينة تشيناي ومن بين أولئك التجار كان التاجر البريطاني توماس بيت والذي كان له دور كبير في تجارة الهند الشرقية ودخل في صراع مع شركة الهند الشرقية البريطانية وتم فيما بعد تعيينه حاكماً لمدينة مدراس، وخلال القرن الثامن عشر ميلادي أصبحت مدينة تشيناي تتطور اقتصادياً، وكان الاقتصاد فيها يدار من قِبل الحكومة البريطانية، في عام 1674 ميلادي قام توماس بيت بالتجارة الخارجية وابتعد عن شركة الهند البريطانية، الأمر الذي أغضب الحكومة البريطانية وقامت باعتقاله.

تاريخ مدينة تشيناي الحديث

في عام 1693 ميلادي بدأت عملية إنشاء عدد من المشاريع التجارية خارج مدينة تشيناي ووجدت الحكومة البريطانية نفسها تفقد السيطرة على التجارة وخاصة تجارة التوابل والتي كانت تشتهر فيها المدينة وبدأت بوضع عدد من القوانين والتي تحضر من التجارة خارج شركة الهند البريطانية، إلا أنّ بعض الأعمال التجارية كانت تتم بشكل سري، وقام بعض التجار والذين كانوا يحكمون بعض المناطق تحت الحكم البريطاني ببيع أراضيهم للدول المنافسة لبريطانيا، حاولت بريطانيا استعادة ما تم بيعه وقتلت التجار الذين يتاجرون دون أمرها وقامت بعدد من أعمال القمع في المدينة.

قامت التمردات بعد ذلك في مدينة تشيناي د الحكم البريطاني وقامت الحكومة البريطانية بقمع تلك التمردات ولم تتمكن مدينة تشيناي من الحصول على الاستقلال إلا بعد خروج القوات البريطانية  من الهند وحصولها على الاستقلال في عام 1947 ميلادي.

تعد مدينة تشيناي أحد المدن الهندية والتي تتمتع باقتصاد قوي ويعود تاريخها إلى قرون ما قبل الميلاد وخلال القرن السادس ميلادي بدأت المدينة بالتطور والازدهار وتعرضت بعد ذلك إلى الحكم البريطاني ونشطت التجارة فيها، إلا أنّ تجارتها كانت تحت السيطرة البريطانية.


شارك المقالة: